مثل
فاكفهرّ [1]، ثم تجهّم فازبأرّ [2]. فلا و ذو [3] بيته في السماء ما اتّقيناه إلا
بأوّل أخ [4] لنا من فزارة، كان ضخم الجزارة [5]، فوقصه [6] ثم نفضه نفضة فقضقض
متنيه [7]، فجعل يلغ في دمه. فذمرت أصحابي [8]، فبعد لأي ما استقدموا. فهجهجنا [9]
به، فكرّ مقشعرّا بزبرته [10]، كأنّ به شيهما حوليّا [11]، فاختلج رجلا أعجر ذا
حوايا [12]، فنفضه/ نفضة تزايلت [منها] [13] مفاصله، ثم نهم ففرفر [14]، ثم زفر
فبربر [15]، ثم زأر فجرجر [16]، ثم لحظ [17]، فو اللّه لخلت البرق يتطاير من تحت
جفونه، من عن شماله و يمينه. فأرعشت الأيدي، و اصطكّت الأرجل، و أطّت الأضلاع
[18]، و ارتجّت الأسماع، و شخصت العيون، و تحقّقت الظّنون، و انخزلت المتون. فقال
له عثمان: اسكت قطع اللّه لسانك! فقد أرعبت قلوب المسلمين.
خوفه من
الأسد
أخبرني محمد بن
العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الخليل بن أسد قال حدّثني العمريّ قال حدّثني شعبة
قال:
قلت للطّرمّاح
بن حكيم: ما شأن أبي زبيد و شأن الأسد؟ فقال: إنّه لقيه بالنّجف[19]، فلمّا رآه
[20] سلح من فرقه- و قال مرة أخرى: فسلّحه- فكان بعد ذلك يصفه كما رأيت.
شعره في ضربة
المكاء
أخبرني أبو
خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبي عمن يثق به أنّ رجلا من طيّىء من بني حيّة
نزل به رجل من بني الحارث بن ذهل بن شيبان يقال له المكّاء [21]؛ فذبح له شاة و
سقاه الخمر، فلما سكر الطائيّ قال: هلمّ
[19] النجف
(بالتحريك): قال السهيلي: «بالفرع» عينان يقال لأحدهما الربض و للأخرى النجف
تسقيان عشرين ألف نخلة، و هو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة
و مقابرها. «راجع معجم البلدان».