responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 67

كسوت الجعفريّ أبا جزي‌ء

و لم تحفل به سيفا صقيلا

أبأت [1] به زهير بني بغيص‌

و كنت لمثلها و لها حمولا

كشفت له القناع و كنت ممن‌

يجلّي العار و الأمر الجليلا

فأجابه الحارث بن ظالم:

أتاني عن قييس بني زهير

مقالة كاذب ذكر التّبولا

فلو كنتم كما قلتم لكنتم‌

لقاتل ثأركم حرزا أصيلا

و لكن قلتم جاور سوانا

فقد جلّلتنا حدثا جليلا

و لو كانوا هم قتلوا أخاكم‌

لما طردوا الذي قتل القتيلا

إباء غطفان جوار الحارث و لحوقه ببني تميم و طلب بني عامر له:

قال أبو عبيدة: فلمّا منعته غطفان لحق بحاجب بن زرارة، فأجاره و وعده أن يمنعه من بني عامر. و بلغ بني عامر مكانه في بني تميم، فساروا في عليا هوازن./ فلمّا كانوا قريبا من القوم في أوّل واد من أوديتهم، خرج رجل من بني غنيّ ببعض البوادي، فإذا هو بامرأة من بني تميم ثم من بني حنظلة تجتني الكمأة، فأخذها فسألها عن الخبر، فأخبرته بمكان الحارث بن ظالم عند حاجب بن زرارة و ما وعده من نصرته و منعه. فانطلق بها الغنويّ إلى رحله؛ فانسلّت في وسط من الليل، فأتى الغنويّ الأحوص بن جعفر، فأخبره أنّ المرأة قد ذهبت و قال: هي منذرة عليك.

فقال له الأحوص: و متى عهدك بها؟ قال: عهدي بها و المنيّ يقطر من فرجها. قال: و أبيك إنّ عهدك بها لقريب.

و تبع المرأة عامر بن مالك يقصّ أثرها حتى انتهى إلى بني زرارة و المرأة عند حاجب و هو يقول لها: أخبريني أيّ قوم أخذوك؟ قالت: أخذني قوم يقبلون بوجوه الظّباء، و يدبرون بأعجاز النّساء. قال: أولئك بنو عامر. قال: فحدّثيني من في القوم؟ قالت: رأيتهم يغدون على شيخ كبير لا ينظر بمأقيه [2] حتى يرفعوا له من حاجبيه. قال: ذلك الأحوص بن جعفر. قالت: و رأيت شابا شديد الخلق، كأنّ شعر ساعديه/ حلق الدّرع يعذم [3] القوم بلسانه عذم الفرس العضوض. قال: ذلك عتبة بن بشير بن خالد. قالت: و رأيت كهلا إذا أقبل معه فتيان [4]، يشرف القوم إليه، فإذا نطق أنصتوا. قال: ذلك عمرو بن خويلد، و الفتيان ابناه زرعة و يزيد. قالت: و رأيت شابّا طويلا حسنا، إذا تكلّم بكلمة أنصتوا لها ثم يؤلّون [5] إليه كما تؤلّ الشّول [6] إلى فحلها. قال: ذلك عامر بن مالك. قال أبو عبيدة:

فدعا حاجب الحارث بن ظالم فأخبره برأيه و خبر القوم و قال: يا بن ظالم، هؤلاء بنو عامر قد أتوك، فما أنت صانع؟ قال الحارث: ذلك إليك، إن شئت أقمت/ فقاتلت [7] القوم، و إن شئت تنحّيت. قال حاجب: تنحّ عنّي‌


[1] أبأت القاتل بالقتيل. قتلته به. و الظاهر أن في الكلام قلبا، أي أبأته بزهير بني بغيض.

[2] الماق: لغة في موق العين و هو مؤخرها أو مقدّمها.

[3] العذم: العض. و المراد بعذم اللسان اللوم و التعنيف.

[4] ظاهر أن في الكلام نقصا، و تقدير الكلام: «... إذا أقبل أقبل معه فتيان» أو «... كان معه فتيان».

[5] الأل: السرعة.

[6] الشول: جمع شائلة و هي الناقة التي خف لبنها و ارتفع ضرعها.

[7] في «الأصول الخطية»: «فقابلت» بالياء الموحدة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست