responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 30

وضح [1]، فقيل لعمرو بن هند: إنّ به وضحا، فأمر أن يجعل بينه و بينه ستر. فلمّا تكلّم أعجب بمنطقه، فلم يزل عمرو يقول: أدنوه أدنوه حتى أمر بطرح السّتر و أقعده معه قريبا منه لإعجابه به. هذه رواية أبي عمرو. و ذكر الأصمعيّ نحوا من ذلك و قال: أخذ منهم ثمانين غلاما من كل حيّ و أصلح بينهم بذي المجاز [2]، و ذكر أنّ الغلمان من بني تغلب كانوا معه في حرب فأصيبوا. و قال في خبره: إنّ الحارث بن حلّزة لمّا ارتجل هذه القصيدة بين يدي عمرو قام عمرو بن كلثوم فارتجل قصيدته:

قفي قبل التفرّق يا ظعينا

و غير الأصمعيّ ينكر ذلك و ينكر أنه السبب في قول عمرو بن كلثوم.

/ و ذكر ابن الكلبيّ عن أبيه أنّ الصلح كان بين بكر و تغلب عند المنذر بن ماء السماء، و كان قد شرط: أيّ رجل وجد قتيلا في دار قوم فهم ضامنون لدمه، و إن وجد بين محلّتين قيس ما بينهما فينظر أقربهما إليه فتضمن ذلك القتيل. و كان الذي ولي ذلك و احتمى لبني تغلب قيس بن شراحيل بن مرة بن همّام. ثم إنّ المنذر أخذ من الحيّين أشرافهم و أعلامهم فبعث بهم إلى مكة، فشرط بعضهم على بعض و تواثقوا على ألّا يبقي واحد منهم لصاحبه غائلة و لا يطلبه بشي‌ء مما كان من الآخر من الدّماء. و بعث المنذر معهم رجلا من بني تميم يقال له الغلّاق. و في ذلك يقول الحارث بن حلّزة:

فهلّا سعيت لصلح الصّديق‌

كصلح ابن مارية الأقصم [3]

/ و قيس تدارك بكر العراق‌

و تغلب من شرّها الأعظم‌

و بيت شراحيل في وائل‌

مكان الثّريا من الأنجم‌

فأصلح ما أفسدوا بينهم‌

كذلك فعل الفتى الأكرم‌

- ابن مارية هو قيس بن شراحيل. و مارية أمّه بنت الصبّاح بن شيبان من بني هند- فلبثوا كذلك ما شاء اللّه، و قد أخذ المنذر من الفريقين رهنا بأحداثهم، فمتى التوى أحد منهم بحقّ صاحبه أقاد من الرّهن. فسرّح النّعمان بن المنذر ركبا من بني تغلب إلى جبل طيّى‌ء في أمر من أمره، فنزلوا بالطرفة [4] و هي لبنى شيبان و تيم اللات. فذكروا أنهم أجلوهم عن الماء و حملوهم على المفازة، فمات القوم عطشا. فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا و أتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر، و قالوا: غدرتم و نقضتم العهد و انتهكتم الحرمة و سفكتم الدّماء و قالت بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك،/ قذفتمونا بالعضيهة [5] و سمّعتم الناس بها، و هتكتم الحجاب و السّتر بادّعائكم الباطل علينا قد سقيناهم إذ وردوا، و حملناهم على الطريق إذ خرجوا، فهل علينا إذ حار القوم و ضلّوا!. و يصدّق ذلك قول الحارث بن حلّزة:

لم يغرّوكم غرورا و لكن‌

يرفع [6] الآل جرمهم و الضّحاء


[1] الوضح هنا: البرص.

[2] ذو المجاز: «موضع سوق من أسواق العرب بعرفة.

[3] الأقصم: المكسور الثنية من النصف.

[4] لم نجد هذا الاسم في «كتب البلدان».

[5] العضيهة: الإفك و البهتان و القالة القبيحة.

[6] في «الأصول»: «يدفع» بالدال، و التصويب من «المعلقات». و الآل: السراب، و هو ما يرى كالماء نهارا بين السماء و الأرض يرفع الشخوص. و قيل: الآل ما كان في الضحى و العشي، و السراب ما كان نصف النهار. و الضحاء: ارتفاع النهار. يقول: ما أتوكم على-

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست