عرض
علّويه على المعتصم رقعة في أمر رزقه و إقطاعه و هو يشرب دفعها إليه من يده، فلمّا
أخذها اندفع علّويه يغنّي:
صوت
إنّي استحيتك أن أفوه بحاجتي
فإذا قرأت صحيفتي فتفهّم
و عليك عهد اللّه إن خبّرته
أحدا و لا أظهرته بتكلّم
فقرأ المعتصم
الرّقعة و هو يضحك، ثم وقّع له فيها بما أراد.
الشعر لابن
هرمة كتب به إلى بعض آل أبي طالب و هو إبراهيم بن الحسن يطلب منه نبيذا و قد خرج
هو و أصحابه إلى السّيالة [1]، فكتب إليه البيت الأوّل على ما رويناه، و الثاني
غيّره المغنّون، و هو:
/
و عليك عهد اللّه إن أعلمته
أهل السّيالة إن فعلت و إن لم
فلمّا قرأت
الرّقعة قال: عليّ عهد اللّه إن لم أعلم به عامل السّيالة. [و كتب إلى عامل
السّيالة [2]]: إنّ ابن هرمة و أصحابا له سفهاء يشربون بالسّيالة، فاركب إليهم،
حتّى تأخذهم، فركب إليهم و نذروا [3] به، فهرب، و قال يهجو إبراهيم:
حدّثني بذلك
الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير. و قد ذكرته في أخبار ابن هرمة [7]. و
الغناء لعبادل.
غنى هو و
مخارق معترضين بفرس كميت للمعتصم فأعطاهما غيره:
حدّثني جعفر بن
قدامة قال حدّثني موسى بن هارون الهاشميّ قال/ حدّثني أبي قال:
كنت واقفا بين
يدي المعتصم و هو جالس على حير [8] الوحش و الخيل تعرض عليه و هو يشرب و بين يديه
علّويه و مخارق يغنّيان، فعرض عليه فرس كميت أحمر ما رأيت مثله قطّ، فتغامز علّويه
و مخارق، و غنّاه علّويه:
[1]
السيالة: أرض يطؤها طريق الحاج، قيل هي أوّل مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة.
[2] التكملة
من «الأغاني» فيما تقدّم (ج 6 ص 98 من طبعة دار الكتب). و قد وردت هذه القصة هناك
منسوبة إلى «حسن بن حسن بن علي» و قد كتب هناك بأن هذه القصة لا يمكن أن تكون مع
حسن بن حسن لتقدّم عصره على عصر ابن هرمة، بل الصحيح أنها كانت مع ابنه إبراهيم.
(راجع الحاشية الثانية من تلك الصفحة).