responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 177

فقال: لا أريدها جملة، و لكن مر القهرمان أن/ يعطيني في كلّ يوم ثلاثة دراهم حتى تنفد. فكان يأخذها منه، فيجعل درهما لطعامه، و درهما لشرابه، و درهما لدابّة تحمله إلى بيوت الخمّارين. فلمّا نفدت الدراهم أتاه الثانية فسأله فأعطاه و فعل مثل ذلك، و أتاه الثالثة فأعطاه و فعل مثل ذلك، و أتاه الرابعة فسأله. فقال له قيس: لا أبا لك! كأنّك قد جعلت هذا خراجا علينا. فانصرف و هو يقول:

أ لم تر قيس الأكمه ابن محمد

يقول و لا تلقاه للخير يفعل‌

رأيتك أعمى العين و القلب ممسكا

و ما خير أعمى العين و القلب يبخل‌

فلو صمّ تمّت لعنة اللّه كلّها

عليه و ما فيه من الشرّ أفضل‌

فقال قيس: لو نجا أحد من الأقيشر لنجوت منه.

كان سكران فحكموه في الصحابة فقال شعرا:

أخبرني أبو الحسن الأسديّ عن العنزيّ عن محمد بن معاوية قال:

اختصم قوم بالكوفة في أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ، فقالوا: نجعل بيننا أوّل من يطلع علينا. فطلع الأقيشر عليهم و هو سكران. فقال بعضهم لبعض: انظروا من حكمنا. فقالوا: يا أبا معرض قد حكّمناك. قال: في ما ذا؟

فأخبروه. فمكث ساعة ثم أنشأ يقول:

إذا صلّيت خمسا كلّ يوم‌

فإنّ اللّه يغفر لي فسوقي‌

و لم أشرك بربّ الناس شيئا

فقد أمسكت بالحبل الوثيق‌

/ و هذا الحقّ ليس به خفاء

و دعني من بنيّات الطّريق [1]

أعطاه ابن رأس البغل مهر ابنة عم له فمدحه فاعترض عليه فأجابه:

قال محمد بن معاوية: و تزوّج الأقيشر ابنة عمّ له يقال لها الرّباب، على أربعة آلاف درهم، و يقال على عشرة آلاف درهم، فأتى قومه فسألهم فلم يعطوه شيئا؛ فأتى ابن رأس البغل و هو دهقان الصّين و كان مجوسيّا، فسأله فأعطاه الصّداق. فقال الأقيشر:

كفاني المجوسيّ مهر الرّباب‌

فدى للمجوسيّ خاليّ [2] و عم‌

شهدت بأنّك رطب [3] المشاش‌

و أنّ أباك الجواد الخصم‌

و أنّك سيّد أهل الجحيم‌

إذا ما تردّيت فيمن ظلم‌

تجاور قارون في قعرها

و فرعون و المكتنى بالحكم‌

ذهب إلى عكرمة بن ربعيّ فلم يعطه فهجاه:


[1] بنيات الطريق: الطرق الصغار المتشبعة من الطريق الأعظم. و يضرب بها المثل فيقال: «دع عنك بنيات الطريق» أي عليك بمعظم الأمر و دع الروغان. (عن كتاب ما يعول عليه في المضاف و المضاف إليه).

[2] في «ج»: «خال و عم».

[3] يقال: فلان لين المشاش إذا كان طيب النحيرة عفيفا عن الطمع. و يقال: فلان طيب المشاش إذا كان كريم النفس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست