أخبرني الحسن
بن عليّ عن [4] عبد اللّه بن أبي سعد عن أحمد بن معاوية بن بكر قال حدّثني أبو
الجرّاح العقيليّ عن أمّه دينار بنت خيبريّ بن الحميّر عن توبة بن الحميّر قال:
خرجت إلى
الشام، فبينا أنا أسير ليلة في بلاد لا أنيس بها ذات شجر نزلت لأريح، و أخذت ترسي
فألقيته فوقي، و ألقيت نفسي بين المضطجع و البارك. فلمّا وجدت طعم النّوم إذا شيء
قد تجلّلني عظيم ثقيل قد برك عليّ، و نشزت [5] عنه ثم قمصت [6] منه قماصا فرميت به
على وجهه، و جلست إلى/ راحلتي فانتضيت السيف، و نهض نحوي فضربته ضربة انخزل منها،
و عدت إلى موضعي و أنا لا أدري ما هو أ إنسان أم سبع، فلمّا أصبحت إذا هو أسود
زنجيّ يضرب برجليه و قد قطعت وسطه حتى كدت أبريه، و انتهيت إلى ناقة مناخة موقرة
ثيابا من سلبه، و إذا جارية شابة ناهد و قد أوثقها و قرنها بناقته. فسألتها عن
خبرها، فأخبرتني أنه/ قتل مولاها و أخذها منه. فأخذت الجميع و عدت إلى أهلي. قال
أبو الجرّاح قالت أمّي: و أنا أدركتها في الحيّ تخدم أهلنا.
حديث معاوية
مع ليلى في توبة:
أخبرنا
اليزيديّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال أخبرنا عطاء بن مصعب القرشيّ عن عاصم
اللّيثيّ عن يونس بن حبيب الضّبيّ عن أبي عمرو بن العلاء قال:
سأل معاوية بن
أبي سفيان ليلى الأخيليّة عن توبة بن الحميّر فقال: ويحك يا ليلى! أ كما يقول
الناس كان توبة؟ قالت: يا أمير المؤمنين ليس كل ما يقول الناس حقّا، و الناس شجرة
بغي يحسدون أهل النّعم حيث كانوا و على من كانت. و لقد كان يا أمير المؤمنين سبط
البنان، حديد اللّسان، شجا للأقران، كريم المخبر [7]، عفيف
[1]
كذا في «ح». و الشبم: البارد. و نحس الكوكب الشبم كناية عن الشتاء. و في «سائر
الأصول»: «الشئم» بالهمز و هو تصحيف.
[3] في
«الكامل»: «عبيد اللّه» بالتصغير. و قد ورد كذلك في البيت الأخير من البيتين
الآتيين. و لكنه تقدّم غير مرة في ترجمة توبة في «الشعر و النثر» «عبد اللّه».
فلعله صغر هنا للشعر.
[4] في
«الأصول» هنا: «... الحسن بن علي بن عبد اللّه بن أبي سعد» و هو تحريف.
[5] في
«الأصول»: «و نشرت عنه» بالراء المهملة و هو تصحيف. يريد ارتفعت و بعدت. و في
«مختار الأغاني»: «و ثرت عنه».