responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 124

و نثر اللؤلؤ في حجرها. فقالت له: نومتي كانت أحبّ إليّ من هذا اللؤلؤ.

قال: و صارمت مصعبا مرة، فطالت مصارمتها له و شقّ ذلك عليها و عليه، و كانت لمصعب حرب فخرج إليها ثم عاد و قد ظفر، فشكت عائشة مصارمته إلى مولاة لها. فقالت: الآن يصلح أن تخرجي إليه. فخرجت فهنّأته بالفتح و جعلت تمسح التراب عن وجهه. فقال لها مصعب: إني أشفق عليك من رائحة الحديد. فقالت: لهو و اللّه عندي أطيب من ريح المسك الأذفر.

/ أخبرني ابن يحيى عن حماد عن أبيه عن المسعر قال:

كان مصعب من أشدّ الناس إعجابا بعائشة بنت طلحة، و لم يكن لها شبه في زمانها حسنا و دماثة و جمالا و هيئة و متانة و عفّة، و إنها دعت يوما نسوة من قريش فلمّا جئنها أجلستهن في مجلس قد نضد فيه الريحان و الفواكه و الطّيب و متانة و عفّة، و إنها دعت يوما نسوة من قريش فلمّا جئنها أجلستهن في مجلس قد نضد فيه الريحان و الفواكه و الطّيب [و [1]] المجمر، و خلعت على كل امرأة منهن، خلعة تامّة من الوشي و الخزّ و نحوهما، و دعت عزة الميلاء ففعلت بها مثل ذلك و أضعفت، ثم قالت لعزّة: هاتي يا عزّة فغنّينا، فغنّتهن في شعر امرئ القيس:

و ثغر أغرّ شتيت النبات‌

لذيذ المقبّل و المبتسم‌

و ما ذقته غير ظنّ به‌

و بالظن يقضي عليك الحكم‌

و كان مصعب قريبا منهن و معه إخوان له، فقام فانتقل حتى دنا منهن و الستور مسبلة، فصاح: يا هذه إنّا قد ذقناه فوجدناه على ما وصفت، فبارك اللّه فيك يا عزّة! ثم أرسل إلى عائشة: أمّا أنت فلا سبيل لنا إليك مع من عندك، و أمّا عزّة فتأذنين لها أن تغنّينا هذا الصوت ثم تعود إليك، ففعلت. و خرجت عزّة إليه فغنّته هذا الصوت مرارا و كاد مصعب أن يذهب عقله فرحا. ثم قال لها: يا عزّة إنك لتحسنين القول و الوصف، و أمرها بالعود إلى مجلسها، و تحدّث ساعة مع القوم ثم تفرّقوا.

خطبها بشر بن مروان فتزوجت عمر بن عبيد اللّه:

و قال المدائني، و ذكر القحذميّ أيضا في خبره،: فلمّا قتل مصعب عن عائشة خطبها بشر بن مروان، و قدم عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيميّ من الشام فنزل/ الكوفة، فبلغه أن بشر بن مروان خطبها،/ فأرسل إليها جارية لها و قال: قولي لابنة عمّي يقرؤك السلام ابن عمك و يقول لك أنا خير من هذا المبسور المطحول، و أنا ابن عمّك و أحقّ بك، و إن تزوّجت بك ملأت بيتك خيرا، و حرك أيرا. فتزوّجته فبنى بها بالحيرة و مهدت له سبعة أفرشة عرضها أربع أذرع، فأصبح ليلة بنى بها عن تسع. قال: فلقيته مولاة لها فقالت: أبا حفص فديتك! قد كملت في كل شي‌ء حتى في هذا.

و قال مصعب في خبره إن بشرا بعث إليها عمر بن عبيد اللّه بن معمر يخطبها عليه، فقالت له: يا مصارع [2] قلة! أ ما وجد بشر رسولا إلى ابنه عمّك غيرك! فأين بك عن نفسك؟! قال: أو تفعلين؟ قالت نعم، فتزوّجها. و قال معصب الزبيريّ في خبره: لمّا بنى بها عمر قال لها: لأقتلنك الليلة، فلم يصنع إلا واحدة. فقالت له لمّا أصبح: قم يا قتّال. قال: و قالت له حينئذ:


[1] الزياد عن «ج». و المجمر (بكسر فسكون ففتح و بضم فسكون فكسر): العود الذي تبخر به.

[2] كذا في «أكثر الأصول». و في «ج» هكذا: «يا مصارع فكه». و ظاهر أنها تريد أن تؤنبه، بيد أننا لم نهتد إلى وجه نطمئن إليه في هذه الكلمة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 11  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست