و
صفحة الوجه، فرعاء [1] الشعر: لفّاء الفخذين، ممتلئة الصدر، خميصة [2] البطن، ذات
عكن، ضخمة السّرّة، مسرولة الساق. يرتجّ ما بين أعلاها إلى قدميها. و فيها عيبان،
أمّا أحدهما فيواريه الخمار، و أمّا الآخر فيواريه الخفّ: عظم القدم و الأذن. و
كانت عائشة كذلك. ثم قالت عزّة: و أما أنت يا ابن أبي أحيحة فإني و اللّه ما رأيت
مثل خلق عائشة بنت عثمان لامرأة قطّ، ليس فيها عيب. و اللّه لكأنما أفرغت إفراغا،
و لكن في الوجه ردّة [3]، و إن استشرتني أشرت عليك بوجه تستأنس به. و أمّا أنت يا
ابن الصّدّيق فو اللّه ما رأيت مثل أمّ القاسم، كأنها خوط [4] بانة تنثني، و كأنها
جدل عنان، أو كأنها جانّ [5] يتثنّى على رمل، لو شئت أن تعقد أطرافها لفعلت. و
لكنها شختة الصدر و أنت عريض الصدر؛ فإذا كان ذلك كان قبيحا،/ لا و اللّه حتى يملأ
كلّ شيء مثله. قال: فوصلها الرجال و النساء و تزوجوهن.
/ أمها، و
خالتها، و زواجها من ابن خالها و أولادها منه:
/ أخبرني
الطّوسيّ و حرميّ عن الزّبير عن عمّه، و أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه
عن الزبيريّ و المدائنيّ، و نسخت بعض هذه الأخبار من كتاب أحمد بن الحارث عن
المدائنيّ و جمعت ذلك، قالوا جميعا:
إنّ أمّ عائشة
بنت طلحة أمّ كلثوم بنت أبي بكر الصّدّيق، و أمها حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي
زهير من بني الخزرج بن الحارث. قالوا: و كانت عائشة بنت طلحة تشبّه بعائشة أمّ
المؤمنين خالتها. فزوّجتها عائشة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر و هو ابن
أخيها و ابن خال عائشة بنت طلحة، و هو أبو عذرها [6]، فلم تلد من أحد من أزواجها
سواه؛ ولدت له عمران و به كانت تكنى، و عبد الرحمن، و أبا بكر، و طلحة، و نفيسة و
تزوّجها الوليد بن عبد الملك، و لكلّ هؤلاء عقب. و كان ابنها طلحة من أجواد قريش،
و له يقول الحزين الدّيليّ: