أخبرني محمد بن
خلف قال أخبرني أبو عبد اللّه اليماميّ قال حدّثني الأصمعيّ قال:
قال لي الرشيد:
أنشدني أحسن ما قيل في رجل قد لوّحه [3] السّفر، فأنشدته قول عمر بن أبي ربيعة:
رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت
فيضحى و أمّا بالعشيّ فيخصر
أخا سفر جوّاب أرض تقاذفت
به فلوات فهو أشعث أغبر
... الأبيات كلّها. قال: فقال لي الرشيد: أنا و
اللّه ذلك الرجل. قال: و هذا بعقب قدومه من بلاد الرّوم.
أخبرني الفضل
بن الحباب الجمحيّ أبو خليفة في كتابه إليّ: قال حدّثنا محمد بن سلّام قال أخبرني
شعيب بن صخر قال:
كان بين عائشة
بنت طلحة و بين زوجها عمر بن عبيد اللّه بن معمر كلام، فسهرت ليلة فقالت: إن ابن
أبي ربيعة لجاهل بليلتي هذه حيث/ يقول:
و وال كفاها كلّ شيء يهمّها
فليست لشيء آخر الليل تسهر
أخبرني عليّ بن
صالح قال حدّثنا أبو هفّان قال حدّثني إسحاق عن المدائنيّ قال:
/ عرض يزيد بن
معاوية جيش أهل الحرّة، فمرّ به رجل من أهل الشأم معه ترس [4] خلق سمج، فنظر إليه
يزيد و ضحك و قال له: ويحك! ترس عمر بن أبي ربيعة كان أحسن من ترسك. يريد قول عمر:
[4] الترس:
صفحة من الفولاذ مستديرة تحمل للوقاية من السيف و نحوه. و الخلق (بالتحريك):
البالي، يقال للمذكر و المؤنث؛ يقال:
ثوب خلق و
جبّه خلق. و السمج (بسكون الميم و كسرها): القبيح.
[5] المجن:
الترس. و حذفت هاء التأنيث من العدد حملا على المعنى؛ لأنه أراد بالشخص المرأة. و
الكاعب: التي نهد ثديها.
و المعصر:
التي دخلت في عصر شبابها.
[6] ورد في
الأصول التي بأيدينا «جمين». قال في «القاموس» في مادة جمن: «و أبو الحارث جمين
كقبّيط المدينيّ ضبطه المحدّثون بالنون، و الصواب بالزاي المعجمة؛ أنشد أبو بكر بن
مقسم: