للعرجيّ، و كان/ فأفاء، فوقف عليه فأراد أن يتوجّع لما ناله و يدعو
له، فلجلج لما كان في لسانه كما يفعل الفأفاء [1]. فقال له ابن غرير: عنّي، لا
خرجت من فيك أبدا! فقال له الرجل: فمكانك [2] إذا لا برحت منه أبدا.
قال: و مرّ به
صبيان يلقطون النّوى، فوقفوا ينظرون إليه، فالتفت إلى ابن غرير و قال له: ما أعرف
في الدنيا سخلين أشأم منّي و منك! إنّ هؤلاء الصّبيان لأهلهم عليهم في كلّ يوم على
كلّ واحد منهم مدّ نوى، فقد تركوا لقطهم للنّوى، و قد وقفوا ينظرون إليّ و إليك و
ينصرفون بغير شيء فيضربون، فيكون شؤمنا قد لحقهم.
[11] العسس:
جمع عاسّ، و هو الذي يطوف بالليل يحرس الناس و يكشف أهل الريبة.
[12] كان
السواد شعارا لبني العباس، و كان أشياعهم يرتدونه؛ و لذلك سمّوا المسوّدة (بكسر
الواو المشدّدة). و قد روى أبو الفرج في الجزء التاسع من «الأغاني»، طبع بلاق، في
أخبار أبي دلامة و نسبه أن أبا جعفر المنصور أمر أصحابه بلبس السواد و قلانس طوال
تدعم بعيدان من داخلها، و أن يعلقوا السيوف في المناطق و يكتبوا على ظهورهم: «
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). فدخل عليه أبو
دلامة في هذا الزي، فقال له أبو جعفر: ما حالك؟ قال: شرّ حال، وجهي في نصفي و سيفي
في استي و كتاب اللّه وراء