روايات أخرى
في سبب الخصومة بين محمد بن هشام و العرجيّ
و ذكر إسحاق في
خبره عن أيّوب بن عباية و وافقه عمر بن شبّة و محمد بن حبيب: أن السبب في ذلك أنّ
العرجيّ لاحى [1] مولى كان لأبيه فأمضّه [2] العرجيّ، فأجابه المولى بمثل ما قاله
له. فأمهله حتى إذا كان الليل أتاه مع جماعة من مواليه و عبيده فهجم عليه في منزله
و أخذه و أوثقه كتافا [3]، ثم أمر عبيده أن ينكحوا امرأته بين يديه ففعلوا، ثم
قتله و أحرقه بالنار. فاستعدت امرأته على العرجيّ محمد بن هشام فحبسه.
و ذكر الزبير
في خبره عن الضّحّاك بن عثمان: أنّ العرجيّ كان و كلّ بحرمه [4] مولى له يقوم
بأمورهنّ، فبلغه أنه يخالف إليهنّ، فلم يزل يرصده حتى وجده يحدّث بعضهنّ، فقتله و
أحرقه بالنار. فاستعدت عليه امرأة المولى محمد بن هشام المخزوميّ و كان واليا على
مكة في خلافة هشام، و كان العرجيّ قد هجاه قبل ذلك هجاء كثيرا لمّا ولّاه هشام
الحجّ فأحفظه. فلمّا وجد عليه سبيلا ضربه و أقامه على البلس للناس [5]، و سجنه حتى
مات في سجنه.
و ذكر الزّبير
أيضا في خبره عن عمّه و غيره أنّ أشعب كان حاضرا للعرجيّ و هو يشتم مولاه هذا، و
أنه طال شتمه إيّاه. فلما أكثر ردّ المولى عليه، فاختلط من [6] ذلك، فقال لأشعب:
اشهد على ما سمعت. قال أشعب:
و علام أشهد،
قد شتمته ألفا و شتمك واحدة. و اللّه لو أنّ أمّك أمّ الكتاب، و أمّة حمّالة الحطب
ما زاد على هذا!
تعذيب محمد
بن هشام للعرجيّ و ما كان يقوله العرجي من الشعر في ذلك
قال الزّبير و
حدّثني حمزة بن عتبة اللّهبيّ قال:
/ لمّا أخذ
محمد بن هشام المخزوميّ العرجيّ أخذه و أخذه معه الحصين بن غرير [7] الحميريّ،
فجلدهما، و صبّ على رءوسهما الزيت، و أقامهما في الشمس على البلس [8] في الحنّاطين
بمكة؛ فجعل العرجيّ ينشد: