أخبرني هاشم بن
محمد بن هارون بن عبد اللّه بن مالك الخزاعيّ أبو دلف قال حدّثنا عبد الرحمن ابن
أخي الأصمعيّ عن عمّه قال:
كان نصيب يكنى
أبا الحجناء، فهجاه شاعر من أهل الحجاز فقال:
رأيت أبا الحجناء في الناس حائرا
و لون أبي الحجناء لون البهائم
تراه على ما لاحه من سواده
و إن كان مظلوما له وجه ظالم
فقيل لنصيب: أ
لا تجيبه! فقال: لا، و لو كنت هاجيا لأحد لأجبته و لكن اللّه أوصلني بهذا الشعر
إلى خير، فجعلت على نفسي ألّا أقوله في شرّ [3]، و ما وصفني إلا بالسواد و قد صدق.
أ فلا أنشدكم ما وصفت به نفسي؟
قالوا بلى.
فأنشدهم قوله:
ليس السواد بناقصي ما دام لي
هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
من كان ترفعه منابت أصله
فبيوت أشعاري جعلن منابتي
كم بين أسود ناطق ببيانه
ماضي الجنان و بين أبيض صامت
إنى ليحسدني الرفيع بناؤه
من فضل ذاك و ليس بي من شامت
و يروى مكان
«من فضل ذاك»، «فضل البيان» و هو أجود.
/ أخبرني عمّي
و محمد بن خلف/ قالا حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني سعيد بن يحيى الأمويّ
قال