لمّا قدمت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان مكة جعل عمر بن أبي ربيعة
يدور حولها و يقول فيها الشعر و لا يذكرها باسمها فرقا من عبد الملك بن مروان و من
الحجّاج، لأنه كان كتب إليه يتوعّده إن ذكرها أو عرّض باسمها. فلما قضت حجّها و
ارتحلت أنشأ يقول:
غنّى فيه ابن
محرز و لحنه ثقيل أوّل من أصوات قليلة الأشباه عن إسحاق و فيه لعبادل خفيف ثقيل
بالبنصر عن عمرو، و يقال إنه للهذليّ [4]. و فيه لعبيد اللّه بن أبي غسّان ثاني
ثقيل عن الهشاميّ.
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال أخبرني أبو عليّ الحسن [5] بن الصّبّاح عن محمد بن حبيب أنه
أخبره: أن عمر بن أبي ربيعة قال في فاطمة بنت عبد الملك بن مروان:
[5] في ح، ر:
«الحسين» و هو تحريف؛ إذ هو الحسن بن الصباح بن محمد البزّار أبو علي الواسطيّ
البغداديّ، روى عن أحمد بن حنبل و روى عنه البخاريّ و الترمذيّ مات سنة 249 ه
(انظر «تهذيب التهذيب» فيمن اسمه الحسن).
[6] النقاب:
موضع من أعمال المدينة يتشعب منه طريقان إلى وادي القرى و وادي المياه. «ياقوت». و
في «ديوانه»:
سلكوا خلّ الصّفاح لهم
زجل أحداجهم زمر
و الصفاح:
موضع بين حنين و أنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة. و الخلّ: الطريق في الرمل.
و الزجل: الجلبة و رفع الصوت.