و استند الفضلاء فى جميع العلوم اليه، و أخبر هو «صلّىاللّه عليه و آله» بذلك، و لقوله
تعالى:
رئيس الفضائل:و ما أقول فى رجل، تعزى اليه كل فضيلة و تنتهى اليه كل فرقة، و
تتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل، و ينبوعها، و أبو عذرها، و سابق مضمارها، و
مجلى حلبتها، كل من بزغ فيها، بعده فمنه أخذ و له اقتفى، و على مثاله احتذى و قد
عرفت أن اشرف العلوم، هو العلم الالهى لأن شرف العلم بشرف المعلوم و معلومه أشرف
الموجودات فكان هو أشرف العلوم.
و من كلامه عليه السلام و عنه نقل و اليه انتهى.
انتماؤهم اليه (ع)فان المعتزلة الذين هم أهل التوحيد و
العدل و أرباب النظر و منهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته و أصحابه، لأن كبيرهم
واصل بن عطا تلميذ أبى هاشم عبد اللّه بن محمد الحنفية، و أبو هاشم تلميذ أبيه، و
أبوه تلميذه عليه السلام. و أما الاشعرية فانهم ينتمون الى أبى الحسن على بن أبى
الحسن على بن أبى بشر الاشعرى و هو تلميذ أبى على الجبائى، و أبو على، أحد مشايخ المعتزلة.
فالاشعرية ينتهون بآخرة الى استاد المعتزلة و معلمهم و هو على بن
ابيطالب عليه السلام.
و أما الامامية و الزيدية فانتماؤهم اليه ظاهر.
و من العلوم علم الفقه و هو عليه السلام أصله و أساسه و كل فقيه فى
الاسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه.- اما أصحاب أبى حنيفة كابى يوسف و محمد و
غيرهما فأخذوا عن أبى حنيفة و أما الشافعى فقرأ على محمد بن الحسن فيرجع فقهه أيضا
الى أبى حنيفة،