و لوجوب الانكار عليه لو أقدم على المعصية فيضادّ امر الطّاعة.
جميع الانبيآء كانوا معصومين:جميع الانبيآء كانوا معصومين مطهرين عن
العيوب و الذنوب كلها
و عن السهو و النسيان فى الافعال و الاقوال من اول الاعمار الى
اللحد، بدليل انه لو فعلوا المعصية او يطريهم السهو لسقط محلهم من القلوب و ارتفع
الوثوق عن الاعتماد على اقوالهم و افعالهم فتبطل فائدة النبوة فما ورد فى الكتاب
فيهم واجب التأويل.
الائمة معصومين:يجب ان يكون الائمة معصومين مطهرين من
الذنوب كلها صغيرة و كبيرة عمدا و سهوا فى الافعال و الاقوال بدليل انه لو فعلوا
المعصية لسقط محلهم من القلوب و ارتفع الوثوق عنهم.
و كيف يهدون الضالين المضلين، و لا معصوم غير الائمة الاثنى عشرا
جماعا، فثبت امامتهم.
القول فى العصمة:اختلفوا القائلون بالعصمة فى ان
المعصوم هل يمكن من فعل المعصية ام لا؟ فذهب قوم منهم الى عدم تمكنه منها. اما
الاولون فمنهم من قال ان المعصوم مختص فى بدنه او نفسه، بخاصة يقتضى امتناع اقدامه
على المعصية. و منهم من قال ان العصمة هو القدرة على الطاعة و عدم القدرة على
المعصية و هو قول ابى الحسين البصرى. و اما لآخرون و الذين لم يسلموا القدرة فمنهم
من فسرها بانها الامر الذى يفعله اللّه تعالى من الالطاف القوية الى الطاعات التى
يعلم معها، انه لا يقدم على المعصية بشرط ان لا ينتهى ذلك الامر الى الانحآء.