responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص المحصل نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 508

و لا حاجة إليها، و أن ليس ثمّ علم ينبغى أن يفنى فيه العمر إلّا ذلك العلم الّذي يحسنه هو، لا غير، كان ذلك علما فلسفيّا او وضعيّا. و كثيرا ألقوا ردودا على علوم لا يحسنونها. و بالجملة، فإنّ هذا المرض له عرض واسع جدّا. و عند تأمّلك كلام الشخص بعين الانصاف يتبيّن لك قدر مرضه هذا، و هل الشخص قريب من الصحّة او قريب من العطب.

و هذا جالينوس الطبيب قد لحقه من هذا المرض ما لحق القوم الّذي هم قبله في العلم. و ذلك أنّ هذا الرجل مهر في الطبّ حدّا أكثر من كلّ ما سمعنا خبره او رأينا كلامه. و كذلك أصاب من التشريح إصابة عظيمة و تبيّن له و تبيّن في زمانه لغيره أيضا من أفعال الأعضاء و منافعها و خلقتها و من أحوال بعض الأشياء ما كانت تبيّنت في زمان. و هو بلا شكّ، أعنى جالينوس، ارتاض في الرياضيّات و قرأ المنطق، و قرأ كتب أرسطو في الطبيعيّات و الالهيّات، لكنّه مقصّر في جميع ذلك. و لجودة ذهنه و ذكائه الّذي صرفه إلى الطبّ و كونه. و جلّ ما عرفه هو من أحوال النبض و التشريح و المنافع و الأفعال، أصحّ ممّا ذكره أرسطو في كتبه و لا شكّ عند من ينصف في ذلك، فدعاه ذلك إلى الكلام في امور هو مقصّر فيها جدّا. و تضارب المهرة فيها، فيردّ على ارسطو في المنطق، و يتكلّم في الالهيّات و الطبيعيّات. ككلامه فيما يعتقد رأيا، فيسفه. و انتهى به ذلك إلى أن ألف كتابه المشهور في آراء سقراط و افلاطون، و كتابا يتضمّن الردود على ارسطو.

قال الامام الطوسى، بعد مطالعة هذه الرسالة «أمّا بيان المرض الّذي لا يكاد أن يسلم منه أحد من الأمراض النفسانيّة، فهو كما ذكره. و هو الّذي يسمّى بالعجب. و لا يسلم منه إلّا قليل من الناس. و إليه أشار نبيّنا عليه السّلام:

«لو لم تذنبوا لخشيت عليكم أشدّ من ذلك: العجب، العجب».

نام کتاب : تلخيص المحصل نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست