، او اثنينيّة، او احتمال
قسمته بوجه من الوجوه. و ذلك لاحتياج ما يكون كذلك إلى كلّ واحد من أجزائه و
أقسامه و ذلك يناقض كونه واجبا لذاته، و كونه مبدءا لكلّ ما عداه.
و منها أنّه تعالى لا يمكن أن يكون في حيّز، او جهة، او محلّ
، لاحتياج ما يكون كذلك إلى
الحيّز و المحلّ في وجوده، و لذلك لا يمكن أن يشار إليه إشارة حسيّة. و خالفت
المشبّهة و المجسّمة في ذلك إذ قالوا: إنّه تعالى في جهة، او جسم، لا كغيره من
الاجسام. و ذهب بعض الصوفيّة إلى جواز حلوله في قلوب أوليائه و لعلّ مرادهم غير
ما نعنى به من حلول الأعراض في محالّها.
و لا يجوز أن يكون فاعليّته تعالى زائدة على ذاته
، لأنّه تعالى فاعل لما
سواه، و لو كانت فاعليّته زائدة على ذاته لكانت مغايرة لذاته، و حينئذ يكون الذّات
فاعلة لتلك الفاعليّة، فيكون فاعليّته قبل فاعليّته، و هذا محال. و ذلك مخالف لما
ذهب إليه القائلون بالتكوين و الفاعليّة و الخالقيّة.
و لا يجوز أن يكون قابلا لشيء من الأعراض و الصور، او لتأثير غيره
فيه.
لأنّ اجتماع الفاعليّة و القابليّة فيه تقتضى التركيب.
و لا يجوز أن يكون له ألم.
لأنّ الألم هو إما يحدث من إدراك المنافي، و لا منافى له، فإنّ ما
عداه إنّما يصدر عنه.
و عند المتكلمين أيضا لا يجوز أن يكون له لذّة، لأنّ اللذّة إدراك و
انفعال و تأثّر من الغير ملائم للمزاج او للطبيعة. و الحكماء قالوا: اللذّة هو
إدراك الملائم، و هو تعالى عالم لذاته بذاته، و اشدّ الملائمات بالقياس إليه هو
ذاته، فلذّته أعظم اللذّات.
و لا يجوز عليه الاتّحاد.
و هو صيرورة شيئين شيئا واحدا، لا بأن ينتفى أحدهما و يبقى الآخر او
ينتفيا معا و يحدث شيء ثالث، فإنّ ذلك محال قطعا. و قوم من القدماء قالوا: كلّ من
تعقّل تعقّلا تامّا اتّحد بمعقوله ذلك. و إليه ذهب جمع من الصوفية. و ذلك بالمعنى
الّذي ذكرناه غير معقول. فهذا ما ذكره مثبتوا الصفات و نفاتها.