و ليس اسم القوّة للدفع فقط، فانّ الصلابة قوّة، و هى تهيّؤ لأن لا
ينفعل بسرعة، و البطء لا قوّة و ليس يتأثّر عن شيء، بل هو ما يقطع ذو الحركة
بسببه مسافة قليلة. فالقوّة اسم لاستعداد بسببه تفعل الشيء بسهولة، او تنفعل
بعسر و اللاقوّة اسم لاستعداد بسببه تفعل بعسر، او تنفعل بسهولة. و النوع الرابع
فليس له اسم غير ما ذكر.
قال:أمّا المتكلمون فقد أنكروا وجود الأعراض النسبية. أمّا «الاضافة» فلأنّها لو كانت
موجودة لكانت في محلّ، و حلولها في محلّها نسبة بين ذاتها و بين ذلك المحلّ فكانت
غير ذاتها، و ذلك الغير أيضا يكون حالا في المحلّ و يكون حلوله زائدا عليه، و لزم
التسلسل و لأنّ كلّ حادث يحدث، فانّ اللّه تعالى يكون موجودا معه في ذلك الزمان.
فلو كانت تلك المعيّة صفة وجوديّة، لزم حدوث الصّفة في ذات اللّه تعالى. و لأنّ
الاضافة لو كانت صفة موجودة لكان وجودها غير ماهيّتها، بناء على أنّ الوجود وصف
مشترك فيه بين كلّ الموجودات، فحصول وجودها لماهيّتها إضافة بين وجودها و
ماهيّتها، و تلك الاضافة سابقة على تحقّق الاضافة الموجودة فيكون الشّيء موجودا
قبل نفسه. هذا خلف. و أمّا نسبة الشيء إلى الزّمان متى فلو كانت صفة وجوديّة لكان
لها نسبة اخرى إلى ذلك الزمان، و لزم التسلسل. و كذا «التأثير» لو كان صفة زائدة
لكانت تلك الصفة ممكنة بذاتها مفتقرة إلى مؤثّر، و كان تأثير المؤثّر فيها صفة
اخرى و لزم التسلسل. و كذا «القبول» لو كان صفة زائدة لكانت موصوفيّة الذّات بها صفة اخرى و لزم
التّسلسل.
أقول: لو كانت هذه المقولات نسبا لكانت أنواعا لجنس عال هو «النسبة» و لم تكن أجناسا عالية. و
هم لا يعنون بها ما يدخل النسبة في ذاتها، بل ربما يعرض لها النسب إلّا «الاضافة»، فانّ مفهومها النسبة و تستدعي تكرار النسبة. و أمّا كون الاضافة عرضا
حالّا في محلّ فحلولها في ذلك المحلّ لا يكون إضافة، بل