قال:بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه المتعالى بجلال أحديّته عن
مشابهة الأعراض و الجواهر، المتقدّس بعلوّ صمديّته عن مناسبة الأوهام و الخواطر،
المتنزّه بسموّ سرمديّته عن مقابلة الأحداق و النّواظر، المستغنى بكمال قدرته عن
معاضدة الأشباه و النّظائر، العليم الّذي لا يعزب عن علمه شيء من مستودعات
السّرائر و مكنونات الضّمائر، العظيم الّذي غرقت في مطالعة أنوار كبريائه أنظار
الأوائل و أفكار الأواخر. و الصّلاة على محمّد المبعوث إلى الأصاغر و الأكابر، و
الشّفيع المشفّع في الصّغائر و الكبائر، و على آله و أصحابه، و سلم تسليما.
أمّا بعد، فقد التمس منّى جمع من أفاضل العلماء و أماثل الحكماء أن
اصنّف لهم مختصرا في علم الكلام، مشتملا على أحكام الاصول و القواعد، دون
التّفاريع و الزّوائد، فصنّفت. لهم هذا المختصر، و سألت اللّه أن يعصمنى من
الغواية في الرّواية، و يسعدنى بالاعانة على الابانة، إنّه خير موفّق و معين.