مؤلّفين، و ذلك بخلاف ما عليه الوجود. قوله، بعد إبطال قيام العرض
الواحد بمحلّين في جواب أبى هاشم: «إنّ إحالة صعوبة التفكيك على الفاعل المختار بأن يلصق أحدهما بالآخر»
أولى من التزام جواز حلول العرض الواحد في محلّين.
قال:
اما الاجسام فالنظر في مقوماتها و عوارضها
اما المقومات ففيها مسائل
النظر الاول في مقومات الاجسام
مسألة الجزء الّذي لا يتجزى بين المتكلمين و الفلاسفة
لا شكّ في تركّب الأجسام المركّبة عن الاجزاء أمّا البسيط المحسوس
فلا شكّ أنّه قابل للانقسام، و الانقسام الممكن إمّا أن يكون حاصلا بالفعل او لا يكون
كذلك. و على التقديرين فامّا أن يكون متناهيا او غير متناه فخرج من هذا التقسيم
أقسام أربعة: أحدها أنّ الجسم مركّب من أجزاء متناهية، كلّ واحد منها لا يقبل
القسمة أصلا، و هو قول جمهور المتكلّمين. و ثانيهما أنّه مركّب من أجزاء غير
متناهية بالفعل، و هو قول النظّام. و ثالثها أنّه غير مركّب، لكنّه قابل لانقسامات
غير متناهية، و هو قول مردود. و رابعها أنّه غير مركّب، لكنّه لا ينتهى في الصغر
إلى حدّ إلّا و بعد ذلك يكون قابلا للتقسيم، و هو قول جمهور الفلاسفة.
أقول: إطلاق اسم المقوّم على الأجزاء مخالف للعرف، فانّ المقوّم يقال
للمحمول الذاتى و الجزء لا يحمل على كلّه. و الّذي يصير الشيء المبهم بسببه
محصّلا بالفعل، كالفصل للجنس. و الجزء لا يكون كذلك. و القول المردود هو الّذي
نسبه في سائر كتبه إلى محمّد الشهرستانى، فانّه قال بذلك في كتابه المرسوم به
المناهج و البيانات».