مسألة العزم و المحبة و الرضا و الرحمة و الولاية و التوفيق و
البغض و العداوة و السخط و الاختيار و المشية
العزم عبارة عن إرادة جازمة حصلت بعد التردّد فيه. و المحبّة عبارة
عن الإرادة، لكنّها من اللّه تعالى في حقّ العبد إرادة الثّواب، و من العبد في حقّ
اللّه تعالى إرادة الطاعة. و الرضا قيل: انّه الإرادة. و قيل: انّه ترك الاعتراض.
أقول: التردّد المذكور يحصل من الدواعى المختلفة المنبعثة عن الآراء
العقليّة و عن الشهوات و النفرات المتخالفة. فان لم يوجد ترجيح لطرف حصل التحيّر،
و ان وجد حصل العزم. و المحبّة تقع باشتراك الاسم على إرادة هو مبدأ فعل، و هو
الّذي نسبه الى إرادة الثواب او الطاعة، و على تصوّر كمال من لذّة او منفعة او
مشاكلة كمحبّة العاشق لمعشوقه، و المنعم عليه لمنعمه، و الوالد لولده، و الصديق
لصديقه.
و أمّا محبّة اللّه سبحانه و تعالى عند العارفين فهو لتصوّر الكمال
المطلق فيه. و الرضا قال أبو الحسن الأشعريّ: انّه إرادة اكرام المؤمنين و مثوبتهم
على التأييد، و هذا من اللّه تعالى و أمّا من العبد فهو ترك الاعتراض. و الرحمة
قيل هى النعمة، و قال أبو الحسن: هى إرادة الانعام. و الولاية إرادة الاكرام و
التوفيق. و البغض و العداوة اراده الاهانة و الطرد و التعذيب. و السخط إرادة
التعذيب. و الاختيار عند أبى الحسن هو الإرادة. و اختار له: أي فعل به خيرا. و
المشيّة هى الإرادة. و الكراميّة يفرّقون بينهما.
قال:
مسألة المنافاة بين ارادتى الضدين ذاتية او للصارف
المنافاة بين إرادتى الضدّين ذاتيّة او للصارف؟ فيه ما تقدّم في
باب الاعتقاد.
أقول: قيل: إرادة الحركة ترجيح صدورها، و إرادة السكون ترجيح صدوره.
فكما أنّهما متقابلان لذاتيهما كذلك إرادتهما. و قوم آخر قالوا:
إرادة الحركة