الاستقبال، بل يتوقّف على تصوّر الاستقبال، و باقى كلامه معلوم
الفساد، بما مرقال:و عن السؤال الثانى: أن شرط كون الشيء قابلا للشيء كون القابل
خاليا عمّا ينافي المقبول. فاذا كان وجود الماهيّة و عدمها ينافيان الامكان، و
الماهيّة لا تخلو عنهما، فالماهيّة يمتنع خلوّها عمّا ينافى الامكان، فيمتنع
اتّصافها بالامكانأقول: الماهيّة لا تخلو عن الوجود او العدم في الخارج، أمّا عند العقل
فتخلو عن اعتبارهما، و الامكان صفة لها من حيث هى كذلك مسندة إلى الوجود او إلى
العدم.
قال:و عن السؤال الثالث: أنّ حكم الذهن بالامكان إمّا أن يكون مطابقا
للمحكوم عليه او لا يكون فان لم يكن مطابقا كان جهلا. و كان حاصله أنّ الذهن حكم
بالامكان على ما ليس في نفسه ممكنا، و إن كان مطابقا كان الشيء في نفسه ممكنا،
فيعود الاشكال المذكور من أنّه ثبوتى او عدمىّ. و لأنّ إمكان الشيء وصف للشيء، و
الذهن شيء آخر مغاير للشيء المحكوم عليه بالامكان، و وصف الشيء يستحيل قيامه
بغير ذلك الشيء إلّا أن يقال: المراد من قولنا «إمكانالشيء أمر حاصل
في الذهن» أنّ العلم بالامكان حاصل في الذهن. و هذا حقّ، لكنّه لا يدفع السؤال،
لأنّ البحث واقع عن نفس الامكان، لا عن العلم بالامكان.
أقول: قد مرّ أنّ المطابقة أين تعتبر و أين لا تعتبر، و تصوّر الامكان ليس
بحكم حتى يطابق فيه الوجود، و إن اعتبر فيه المطابقة فيجب أن يكون مطابقا لما في
العقل، لأنّه اعتبار عقلى كما مرّ، و الامكان من حيث هو قائم بالذهن ليس بامكان من
حيث هو متعلّق بمتصوّر لا يعتبر حصوله في الذّهن و لا حصوله.
و هذا الخبط يعرض من عدم التمييز بين الاعتبارات العقليّة و الامور
الخارجيّة.
قال:
الجواب عما قيل من ان الامكان ممتنع بوجوه ثلاثة
و الجواب أنّ كون الماهيّات المتغيّرة ممكنة أمر ضرورىّ. و التشكيك
في الضروريّات لا يستحقّ الجواب، كما في شبه السوفسطائيّة.