انتخب المحقق الطوسي لكتابه هذا اسم: «تجريد الاعتقاد»، و
هو اسم يطابق المسمى بحقّ- كما يظهر لمن يتصفح هذا الكتاب- حيث انه كتب فيه
الحقائق الناصعة التي توصّل إليها بعد استقصاء و تمحيص للعقائد المختلفة، ثم
أيّدها بالادلّة القاطعة فاصبحت حقائق معرّاة عن الزوائد و التحيّزات الطائفية، و
التعرية: هي التجريد.
فناسب ان يسمى الكتاب: «تجريد الاعتقاد» و
يتخذ دليلا لتجريد الاعتقاد من الانحرافات و الأهواء، و نبراسا يستنير به من أتعبه
الظلام، و طريقا موصلا الى النور و الهدى.
و الذي ميّز هذا الكتاب عن سائر كتبه الاعتقادية
الاخرى- التي تقترب نوعا ما- من هذا الكتاب في الاختزال و قوّة الدليل، ان المحقق
الطوسي- بكتابه هذا- وضع أسس دمج الفلسفة بالكلام، و كان رائدا لانفتاح الفكر
الشيعي على الفلسفة، و حل أبرز المشكلات الكلامية بأسلوب فلسفي بحت، بعد أن كان
الاستدلال منحصرا في أساليب خاصة بعيدة عن الفلسفة، كما هو واضح في كتاب «جمل العلم و
العمل» للشريف المرتضى- علم الهدى-