[2]و قد مرّ في ص 246 ان رسول الله عقد لواء
لاسامة و امر الصحابة بالانضواء تحت لوائه، و تقديمه (ص) لاسامة يدل على أنه كان
أفضل منهم، و لكن عليا لم يولّ عليه أحد.
[3]قال الامام زيد بن على بن الحسين الشهيد
في كتاب الصفوة عند قوله تعالى: «إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى
أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً». (الاحزاب:
33/ 6)
قال: (و كان من منّ الله تبارك اسمه و نعمته
على آل محمد (ص) ان كان منهم أوّل من استجاب للنبي (ص) و صدّقه[1]، و هاجر معه
و جاهد على أمره فكان له الولاية في الرحم، و الولاية في الدين، لم يأخذ عليه أحد
بفضل ولاية في الدين، و أخذ على الناس بفضل ولايته في الرحم مع الولاية في الدين
في كتاب الله جل ثناؤه[2]).
[5]فإن أبا بكر لم يتصد لعمل في حياة رسول
الله (ص) و لم تكن له مواقف- بل و لا موقف واحد- يمكن الاعتماد عليه في اثبات
كفاءته، ففي خيبر ولى هاربا يجبّن أصحابه و يجبنونه (مسند احمد ج 5 ص 353- 354)، و
في أحد انهزم لا يلوي على شيء (اثبات الهداة ج 2 ص 361 و 364)، و في الغار أخذ
يرتعد حتى صار النبيّ (ص) يسكنه بقوله: «لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا» (سورة
التوبة: 9/ 40) و لم يبق له الّا تبليغ سورة براءة التي اعطاها رسول الله (ص)
اياه، و لكنه لم يتم له ذلك أيضا، فقد نزل الوحي بردّه و أخذ السورة منه.