[1]حديث المنزلة.: هو قوله صلى اللّه عليه و
آله و سلم لعلي عليه السلام عند ما استخلفه على المدينة حين خروجه لغزوة تبوك: أنت
منّي بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبيّ بعدى.
و قد روى هذا الحديث الحفاظ و المحدثون
باجمعهم منهم أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 330- 331 بسندين عن ابن عباس في حديث
قال فيه: (... و خرج [النبي (ص)] بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له على: أخرج
معك؟. قال: فقال نبيّ الله: لا، فبكى علي، فقال له أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى الا انك لست بنبي، إنّه لا ينبغى أن أذهب الا و أنت خليفتي.
و قد ذكر احمد بن حنبل معنى هذا الحديث في
مواضع متعدّدة من مسنده فذكره في ج 1 ص 170 و 173 و 174 و 175 و 177 و 179 و 184 و
185، و ج 3 ص 32 و 338 و ج 6 ص 369 و 438.
و هناك مصادر اخرى سنذكرها في هامش ص 290 و
ذكره في الفضائل الاحاديث رقم 954 و 957 و 1030 و 1091 و 1143 و 1153.
و ذكر ابن عساكر طرقا كثيرة لحديث المنزلة
برواية الصحابة و التابعين فرواه عن سعيد بن المسيب، و الامام علي بن الحسين (ع)،
و يحيى بن سعيد الانصاري، و صفوان، و المنهال، و سلمة بن كهيل، و سعد بن مالك، و
عمر بن الخطاب، و امير المؤمنين علي (ع)، و ابن عباس، و عبد الله بن جعفر، و
معاوية، و ابي هريرة، و ابي سعيد الخدري، و جابر بن عبد الله، و البراء بن عازب، و
زيد بن أرقم، و جابر بن سمرة، و انس بن مالك، و زيد بن أبي أوفى، و حبشي بن جنادة،
و أم سلمة، و اسماء بنت عميس و غيرهم. في تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 306- 411، و رواه
الحموينى في فرائد السمطين ج 2 ص 122- 127،
6- يوم عقد صلح الحديبيّة.
7- يوم الفتح الاكبر و دخول المسلمين «مكة»
مؤزرين بالنصر.
8- يوم عقد الامامة و الخلافة لامير المؤمنين
علي في غدير خم.
ان الايام السابقة على يوم الغدير و ان كانت
مشرقة في تاريخ الاسلام الا انها لم تشتمل على المواصفات المذكورة.
فلم ييئس الذين كفروا، و لم تتم تعاليم السماء
بل كان الوحي مستمرا في التشريع.
و لكن يوم الغدير هو آخر الايام المشرقة في
تاريخ الاسلام و عندها يئس الذين قالوا: (ان محمدا ابتر نتربّص به ريب المنون،
فتنقضّ على ملكه و يرجع كل مسلم الى دين آبائه).
و عندها أحس من طمع في تولي امور المسلمين بعد
رسول الله (ص) بالمرارة القاتلة و قال قائلهم: لقد خلّف بعده ابن عمّه.
و به تمت نعمة الله في استمرار الهداية
الالهية و الدعم الالهي للمسلمين الى يوم القيامة بتولية علي (ع) الرئاسة العامة و
من بعده ابنائه و اوصيائه الى يوم القيامة.
و خلاصة الموضوع نرى ان اليوم الوحيد الّذي
اجتمعت فيه مواصفات الآية هو يوم الغدير.
و بعد كل هذا فهل يكون حديث الغدير لغير مسألة
الامامة؟!