[تصوّر العدم]
و للعقل أن يعتبر النّقيضين، و يحكم بينهما بالتّناقض، و لا استحالة فيه.
و أن يتصوّر عدم جميع الاشياء، حتّى عدم نفسه، و عدم العدم، بأن يمثّل[1] في الذّهن و يرفعه.
و هو ثابت باعتبار، قسيم باعتبار.
(و لا يصحّ الحكم عليه من حيث هو ليس بثابت، و إلا .. تناقض)[2].
و لهذا انقسم[3] الموجود إلى: الثابت[4] في الذهن، و غير الثابت[5] فيه.
و يحكم بينهما بالتّمايز، و هو لا يستدعي الهويّة لكل من المتمايزين.
و لو فرض له هويّة، لكان حكمها حكم الثّابت.
و إذا حكم الذّهن على الأمور الخارجيّة بمثلها[6]، وجب التّطابق في صحيحه. و إلّا.. فلا.
و يكون صحيحه باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر، لإمكان تصوّر الكواذب.
[1]ج: يتمثّل.- و هو خطأ-.
[2]ما بين القوسين ورد. في (د) هكذا: «و يصحّ الحكم عليه من حيث هو متصوّر، و لا تناقض.»
و لا اختلاف بين العبارتين في المعنى.
فالمعنى على ما ورد في د: إن الذّهن يحكم على رفع الثبوت المطلق، لا من حيث أنه ليس بثابت- حتى يستلزم التناقض-، بل من حيث هو قابل للتصور و متصور بالفعل.
و حكمه بهذا الشكل لا يوجب التناقض، لاختلاف موضوعي الحكمين.
و أمّا العبارة التي اتفقت عليها النسخ الاخرى و التي أوردناها في المتن فهي ناظرة الى: الحكم على المعدوم من حيث انه ليس بثابت، و هذا يستلزم التناقض.
لأن موضوع هذه القضيّة هو المعدوم مطلقا، و يحكم عليه فيها بامتناع الحكم عليه.
فيكون المعدوم موصوفا بامتناع الحكم عليه، و بصحة الحكم عليه- في آن واحد- و هذا تناقض.
[3]ب: يقسّم.
[4]ب، ج: ثابت،- في الموضعين-.
[5]ب، ج: ثابت،- في الموضعين-.
[6]كلمة (بمثلها) ساقطة من: ب.