بزغ فجر العلم فى القرون الأخيرة ظهر علم
التشريح بمظهر جلى جديد و انضمت إليه التجارب الطبية حصل للعلماء معارف متقنة
فاجتماع العلمين أصبح ناتجا عن علم يعرف بالعلم (البسكولوجى) (Byscologie(
)الفسيولوجى) (Physiologie(
أو الفلسفة النفسية المبنية على معرفة الوظائف العضوية و بدأ بهذا المظهر الجديد
من عهد (بروكا)[1] الّذي اكتشف مركز النطق من الدماغ و أخذت الاكتشافات بعده
يتبع بعضها بعضا و العقد تنحل واحدة بعد الأخرى فعرفت حدود الدماغ و وظائف كل نقطة
و بظهور هذا الأساس الجديد عرف علماء العصر أن فعل الحواس ظاهرية كانت أم باطنية
إنما ينشأ من فعل الحويصلات الدماغية و التلافيف الموجودة فيها و الألياف العصبية
التى تربط المراكز بعضها ببعض.
(فى كيفية حصول المدركات)
و كيفية حصول المدركات و انطباع رسومها فى
الدماغ هو أن الدماغ فى أول أدواره عديم الاكتراث بالمؤثرات الخارجية لضعف الجوهر
السنجابى فيه فكلما يتقدم الإنسان فى طى مراحل الحياة و تتسع دائرة مشهوداته تأخذ
حويصلات الحس
[1]بول بروكا (Paul
Broca( جراح افرنسى ماهر ولد
فى سينت- فوى- لاغراند، (Sainte -Fay -la -grande( و هو أحد أعضاء المجمع الطبى و قد أنشأ
مدرسة طبية عظمى ولد و توفى عام 1824- 1880.