لا ينافى القطع بعدمه. فانا نجوز أن يخلق اللّه
تعالى إنسانا شيخا فى الحال من غير الوالدين و أن يقلب الأنهار دما، و الجبال
ذهبا. ثم أنا مع هذا التجويز نقطع بأنه لم يوجد، و لأن من واجه غيره بالشتم فعبس
المشتوم وجهه، و نظر إلى الشاتم شزرا علم بالضرورة غضبه.
و كذلك القول فى حجالة الخجل و صفرة الوجل مع أن
حصوله ابتداء بدون الغضب ممكن و هذا أيضا لازم على الفلاسفة على ما قررناه.
و إذا ثبت هذا فنقول إنما علمنا أن المحدث لهذا
المعجز هو اللّه تعالى لما قدمناه أن جميع الممكنات واقعة بقدرة اللّه تعالى. و
انما قلنا أنها دالة على التصديق لما أنا رأينا النبي عليه السلام يقول:
يا إلهى إن كنت صادقا فى دعواى الرسالة، فسود
وجه القمر مثلا.
و كما قال النبي عليه السلام ذلك أسود. صرنا
مضطرين إلى العلم بأنه