نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 46
أقول هذا هو القسم الثاني من أقسام المنفصلة و هي التي يحكم فيها
بامتناع اجتماع جزأيها على الصدق خاصة و تسمى مانعة الجمع كقولنا هذا الشيء إما
حجر أو شجر فإنه يستحيل اجتماعهما على الصدق و يمكن كذبهما معا فالتعاند بين
جزأيها إنما هو في الصدق خاصة.
و هي مؤلفة من الشيء و الأخص من نقيضه لأن نقيض الحجر هو اللاحجر و
الشجر أخص منه فإذا حذف اللاحجر و أورد بدله الشجر كانت مانعة الجمع و كذا نقيض
الشجر هو اللاشجر و الحجر أخص منه فإذا حذف و أورد بدله حدثت المنفصلة المذكورة.
و إنما منعت الجمع خاصة لاستحالة اجتماع الشيء مع ما هو أخص من
نقيضه لأن وجود الخاص يستلزم وجود العام و لما جاز ارتفاع الشيء مع ما هو أخص من
نقيضه و لا يلزم منه رفع النقيضين لم يمنع الخلوقال أو يمنع
الخلو فقط كقولنا زيد إما في الماء و إما غير غريق و يحدث من تعميمه أقول هذا هو القسم الثالث
من أقسام المنفصلة و هو المسمى بمانعة الخلو كقولنا زيد إما في الماء و إما أن لا
يغرق فإنه يستحيل ارتفاعهما و يمكن اجتماعهما بأن يكون في الماء و لا يغرق
فالتعاند بين جزأيها إنما هو في الكذب لا غير.
و هي مؤلفة من الشيء و ما هو أعم من نقيضه لأن نقيض الكون في الماء
هو عدم الكون في الماء و عدم الغرق أعم من عدم الكون في الماء لصدقه معه و بدونه
فإذا حذف اللاكون في الماء و أورد بدله عدم الغرق حدثت مانعة الخلو و كذا نقيض عدم
الغرق هو الغرق و الكون في الماء أعم من الغرق فإذا حذف الخاص و أورد بدله العام
حدثت المنفصلة المذكورة.
و إنما منعت الخلو خاصة لاستحالة الخلو عن الشيء و ما هو أعم من
نقيضه لاستلزام رفع العام رفع الخاص و لما جاز وجود العام بدون وجود الخاص جاز
وجود الطرفين و صدقهما معا
نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 46