نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 35
أقول الحكماء حصروا أنواع التقدم في هذه الخمسة و لم نقف لهم على
برهان يدل على الحصر أكثر من الاستقراء و نقضه المتكلمون بتقدم أجزاء بعض الزمان
على بعض و اعتذارات الفلاسفة فيه ضعيفة ذكرناها و بينا ضعفها في كتابي الأسرار و
المناهج.
إذا عرفت هذا فنقول التقدم يقال عند الأوائل بخمسة معان أحدها التقدم
بالزمان و هو ظاهر لكل أحد كتقدم الأب على الابن بمعنى أن للأب وجودا في زمان و
للابن وجودا في زمان آخر و زمان الأب متقدم على زمان الابن فيقال للأب إنه متقدم
على الابن بالزمان.
و ثانيها التقدم بالذات و هو التقدم بالعلية كتقدم الشمس على الضوء و
حركة الإصبع على حركة الخاتم فإنا نعلم أنه لو لا حركة الإصبع لم يتحرك الخاتم
فهذا الترتيب العقلي هو المعنى بالتقدم بالعلية و هو خفي عند جماعة من الناس.
و ثالثها التقدم بالطبع و هو كتقدم الواحد على الاثنين فإنه لو لا
الواحد لم يتحقق للاثنين وجود و قد يتحقق الواحد و إن لم يكن الاثنان موجودا فهذا
الترتب المعلوم هو المراد بالتقدم الطبيعي [الطبعي].
و الفرق بين هذا النوع من التقدم و بين الأول أن المتقدم هناك كان
كافيا في وجود المتأخر بحيث يستحيل انفكاكه عنه و المتقدم هنا ليس علة تامة في
المتأخر إذ قد يمكن وجود المتقدم و إن لم يكن المتأخر ثابتا.
و رابعها التقدم بالرتبة أما الرتبة الحسية كتقدم الصف الأول على
الصف الثاني بالنظر إلى الإمام أو الرتبة العقلية كتقدم الجنس على النوع إن اعتبر
الترتيب بالنسبة إلى العموم.
و خامسها التقدم بالشرف و الفضيلة كتقدم العالم على متعلمه. و إذا
عرفت أصناف التقدم فاعرف منها أصناف المتأخر و هو ظاهر و كذا أصناف المعية إلا في
المعية بالعلية لاستحالة اجتماع علتين مستقلتين على معلول واحد و المصنف أطلق ذلك
و ليس بجيد.
و هذا الفصل خارج عن هذا الفن لما بينا لكنه مفيد فيه لاحتياج
المنطقي في اكتساب الحدود و المقدمات إليه لأنه متى لم يعرف أن محدوده و كل واحد
من حدي مطلوبه تحت أي جنس من الأجناس العالية يقع لم يقدر على تحصيل الفصول و
الحدود الوسطى
نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 35