نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 276
الفصل الثامن في الخطابة
الخطابة صناعة علمية يمكن معها إقناع الجمهور فيما يراد أن يصدقوا
به بقدر الإمكان أقول عقب صاحب المنطق صناعة المغالطة بصناعة الخطابة لأنها تفيد
إقناعا و تصديقا يمكن معه النقيض و لا يقوم غيرها مقامها في ذلك لقصور عقول العامة
عن إدراك الكليات الناظر فيها البرهاني و الجدلي فسقطا عن درجة هذا الاعتبار و لما
كانت المغالطة كاذبة لم تكن مفيدة هنا أيضا فسقطت و بقي المفيد للإقناع في الأمور
الجزئية إنما هو هذه الصناعة و كانت الحاجة ماسة إليها لاشتراك أشخاص النوع في
الحاجة إلى التشارك المحتاج إلى المجاورة و المعاملة و العدل لا يتناول الأشخاص
الجزئية الغير المحصورة لعدم انتهائها إلا بوضع قوانين كلية كالشرع و عقائد راسخة
في عقول الخاص و العام مستفادة من العقل العملي و تقرير تلك القواعد لا يمكن
بالقياس البرهاني و الجدلي لقصور العامة عن إدراكهما فدعت الضرورة إلى وضع هذه
الصناعة المتكفلة بذلك.
إذا عرفت هذا فنقول الخطابة صناعة علمية يمكن معها إقناع الجمهور
فيما يراد أن يصدقوا به بقدر الإمكان.
و الإقناع هو التصديق الغالب بالشيء مع اعتقاد أنه يمكن أن يكون له
عناد و خلاف إلا أن النفس تصير بما تسمعه من هذا الفن أميل إلى التصديق به من
عناده و خلافه و ذلك هو الظن الغالب
نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 276