نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 201
و لا بد في هذا الحكم من قياس خفي هو أنه لو كان اتفاقيا لم يكن
دائما و لا أكثريا فيحصل الجزم بتكرر المشاهدة و حصول القياس المذكور باستناد
الإسهال إلى السقمونياقال و المتواترات كالعلم بوجود مكة أقول القضايا المتواترة هي
التي تسكن إليها النفس سكونا يزول معه الشك و يحصل به الجزم الضروري لكثرة
الشهادات على سبيل الاتفاق و التواطؤ كالعلم بوجود مكة.
و ذهب قوم إلى أن العلم الحاصل به نظري و آخرون غير محققين حصروا عدد
الشهادات المفيدة لليقين في عدد معين و هو خطأ فإن اليقين غير متعلق بعدد محصور
تؤثر فيه الزيادة و النقصان و إنما القاضي هو اليقين ليس عدد الشهاداتقال و الحدسيات
كالعلم بأن نور القمر مستفاد من الشمس إنما يحدسه الناظر في اختلاف تشكلاته بحسب
اختلاف أوضاعه منها أقول القضايا الحدسية تجري مجرى المجربات في تكرار المشاهدة و مقارنة
القياس الخفي و هي قضايا مبدأ الحكم بها حدس قوي من النفس يزول معه الشك و تذعن
النفس بالقبول و ذلك مثل حكمنا بأن نور القمر مستفاد من الشمس و إنما حصل لنا ذلك
بحدس حصل لنا باختلاف تشكلات القمر بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس قربا و بعدا و
مقابلة و مقارنة و تربيعا.
و الفرق بينه و بين
التجربة أن السبب في التجربة معلوم السببية مجهول الماهية و في الحدس معلوم
بالوجهين قال و القضايا الفطرية القياس كالعلم بأن الاثنين نصف الأربعة و الأخيرتان
ليستا من المبادي بل و اللتان قبلهما أيضا و العمدة هي الأوليات
الجوهر النضيد 201 مبادئ البرهان ..... ص : 199
نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 201