responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 109

و قابل بعين النّفس مرآة عقلها

فتلك حياة النفس بعد مماتها

و إزالة الموانع الدنيويّة عن خاطره، و المعين على ذلك أيضا هو إضعاف قواه الشهوانيّة و الغضبيّة بإضعاف حواسّه بتقليل الأغذية و التنوّق فيها، فإنّ لذلك أثرا عظيما في حصول الكمال، و التأهّل لخدمة حضرة ذي الجلال، كما قال فيثاغورس‌[1]: عودوا أنفسكم الشي‌ء الطفيف‌[2] فإنّه أقلّ لاحتياجكم و أشبه بكم بالمبدإ الأوّل، فإنّه غير محتاج.

ثمّ الغرض من الرياضة امور ثلاثة:

أوّلها: إزالة الموانع عن الوصول إلى الحقّ، و هي الشواغل الظاهرة و الباطنة.

و ثانيها: جعل النفس الحيوانيّة مطاوعة للعقل العمليّ، الباعث على طلب الكمال.

و ثالثها: جعل النفس مستعدّة لقبول فيض الحقّ لتصل إلى كمالها الممكن لها.

[المحاسبة]

الخامس: المحاسبة. و هي أن ينسب السالك طاعاته إلى معاصيه ليعلم أيّهما أكثر، فإن فضّلت طاعاته نسب قدر الفاضل إلى نعم اللّه تعالى عليه التي هي وجوده، و الحكم المودعة في خلقته، و الفوائد التي أظهرها في قواه، و دقائق الصنع التي أوجدها في نفسه، التي هي تدرك العلوم و المعقولات فإذا نسب فضل طاعته إلى هذه النعم التي لا تحصى كما قال سبحانه: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها[3]، و وازنها ... وقف على تقصيره و تحقّقه. فإن ساوت طاعاته معاصيه تحقّق أنّه ما قام بشي‌ء من وظائف العبوديّة، و كان تقصيره أظهر له. و إن فضلت معاصيه فويل ثمّ ويل. فإذا عمل السالك ذلك مع نفسه لم يصدر منه غير الطاعة، و عدّ نفسه مقصّرا دائما. و إذا لم يفعل ذلك وقع في العذاب الأبديّ و الخسران السرمديّ. و يتبع المحاسبة المذكورة المراقبة، و هي أن يحفظ ظاهره و باطنه لئلّا يصدر عنه شي‌ء يبطل به حسناته التي عملها، و ذلك أن يلاحظ أحوال نفسه‌


[1]فيثاغورس بن منسارخس من أهل ساميا. و كان في زمان سليمان النبيّ عليه السّلام، قد أخذ الحكمة من معدن النبوّة، و هو الحكيم الفاضل ذو الرأي المتين و العقل الرصين، يدّعي أنّه شاهد العوالم العلويّة بحسّه و حدسه. و هو أوّل من نطق في الأعداد و الحساب و الهندسة، إليه يعزى تقويم الحساب المعروف ب «جدول فيثاغورس» في الضرب. تاريخ اليعقوبي 1:

119، الملل و النحل 2: 78، تاريخ الحكماء للقفطي: 355.

[2]الطفيف: مثل القليل وزنا و معنى. المصباح المنير: 374.

[3]إبراهيم/ 34.

نام کتاب : الانوار الجلاليه نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست