نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 465
ودلّ عليه
مؤكّداً غاية التأكيد صريحُ الكتاب المُبين في قوله تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعالَمِينَ)[١] بحكم اللام الدالّة على الاستحقاق ، وربطه بالله تعالى
، واقتضاء «على» وعموم «الناس» المقتضي للأمر ، والأمر بالأمر على الفاعليّة لا
البدليّة ، وذكر الاستطاعة وتعميم السبيل ، وتسمية تاركه كافراً ، والتأكيد بـ «إنّ»
، وذكر الغِنى ، واسميّة الجملة ، وخبريّتها ، والتعميم بعد التخصيص ، وتقديم
الخبر فيها ، إلى غير ذلك.
وكذا الروايات
المتواترة :
ومنها : ما في جواب الصادق عليهالسلام عن معنى قوله تعالى (وَلِلّهِ عَلَى
النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) «أنّ المُراد الحجّ والعُمرة جميعاً ؛ لأنّهما مَفروضان» كأن مُراده عليهالسلام : أنّ العمرة محكوم بفرضيّتها في السنّة ، ولا طريق
لاستفادتها من الكتاب سوى هذه الآية. وعن معنى «الحجّ الأكبر» أنّه الوقوف بعرفات
، ورمي الجمار ، و «الحجّ الأصغر» العُمرة ، واتّقاء ما يتقيه المُحرم فيهما [٢].
وعن الصادق عليهالسلام : «الحجّ على الناس جميعاً ، صغارهم وكبارهم ، فمن كان
له عُذر ، عذره الله تعالى» [٣]. والمُراد بالصغار المُكلّفون ، وربّما يقال : بأنّ
المُراد الأعمّ ، وأنّه يجب على الناس أن يكلّفوا الصغار بالحجّ إذا لزم التعطيل.
وعن الكاظم عليهالسلام : «أنّ الله فرض الحجّ ، وذلك قول الله تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعالَمِينَ) قال الراوي : قلت له : مَن لم يحجّ منّا فقد كفر؟ قال :
«لا ، ولكن من قال : ليس هذا هكذا فقد كفر» [٤].