نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 309
تزيد على ألف ومائتين من الأعوام ، فلم يعدلوا عمّا كانوا ، بل لم يزالوا
يتزايدون على الجفاء والغلظة آناً بعد آنٍ.
فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن
فضل ولم يجد من يعطيه وجاءه الليل لم يأوِ إلى منزله حتّى يفرغ منه ، وما سأله أحد
شيئاً إلا أعطاه ، وكلّ من سأل منه شيئاً على الإسلام أعطاه.
وأنّ رجلاً
سأله فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، فقال : أسلموا ، فإن محمّداً يُعطي
عطاءَ من لا يخشى العاقبة.
وكان أشجع
الناس : فعن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «كنّا نلوذ بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ، ، وكان أقرب الناس إلى العدوّ» ، وعنه عليهالسلام : أنّه قال : «إذا حمي البأس ، وبقي القوم ، اتّقينا
برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يكن أحد أقرب إلى العدوّ منه» وكان أكثر الناس
تواضعاً ، فإنّه كان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويجيب الدعوة ، ويعود المرضى ،
ويشيّع الجنائز ، ويزور المؤمنين ، ولا يترفّع على عبيده وخدمه ، ويطعمهم ممّا
يأكل ، ويركبهم خلفه.
ويركب الفرس
مرّة ، والبغلة مرّة ، والحمار كذلك ، ويمشي مرّة ، ويجلس حيث ينتهي به المجلس ،
ويبدأ مَن لقاه بالسلام ، ومن قام معه لحاجة لم يتحرك حتّى ينصرف ، وإذا لقي أحداً
من أصحابه بدأه بالمصافحة ، ثمّ أخذ بيده فشابكه ، ثمّ سدّد قبضه عليها.
وكان أكثر
جلوسه بأن ينصب ساقيه جميعاً ويمسك بيديه عليهما ، ولم يُعرف مجلسه من أصحابه ،
وكان أكثر جلوسه مستقبل القبلة.
وكان قبل
النبوّة يرعى الغنم ، وكان يأكل أكل العبد ، ويشدّ حجر المجاعة على بطنه ، ولا
يجلس إليه أحد وهو يصلّي إلا
خفّف صلاته
وأقبلَ عليه ، وقال له : هل لك حاجة؟ فإذا فرغ من حاجته ، عادَ إلى صلاته.
وكان لا يقوم
ولا يقعد إلا بذكر الله ، وكان يُتعب نفسه بالصيام ، وكذا بالصلاة ، حتّى وَرَمَت
قدماه.
نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 309