نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 4 صفحه : 293
فيرجع إلى الدفاع عن النفس.
وهذه الأقسام
الثلاثة تُسمّى دِفاعاً ، وإطلاق الجهاد عليها غير شائع. ولا يجري على المقتول
فيها حُكم الشهيد في الدنيا من جهة تغسيلٍ ونحوه ، وإن عُدّوا في الآخرة من
الشهداء ، وحاله كحال من أدخل في اسم الشهداء مع موته حَتف أنفه من غير قتل ،
كالغريق ، والحريق ، والمبطون ، والميّت المدينة [١] ، أو نفاس ،
أو طريق طاعة ، أو غُربة ، إلى غير ذلك.
المبحث
الثاني : في بيان فضيلة الجهاد
الجهاد أفضل
الأعمال بعد العقائد الإسلاميّة والإيمانيّة ، حتّى من الصلوات اليوميّة وإن كان
لها في نفسها مَزيد فَضلٍ عليه لكنّهُ أفضل بحسب الجِهات الخارجيّة ؛ لأنّ الطاعة
لله والعبوديّة له فرع محبّته ، والعمل بجميع التكاليف مرجعها إلى حبّ الله ؛ لأنّ
المُحبّ الحقيقي يتلذّذ بخدمة المحبوب ، وكلّما فعل المحبوب محبوب.
فمتى أطاعَ في
أشقّ الأشياء عليه على زيادة إخلاصه بالنسبة إليه ، فأوّل مراتب الحُبّ بذل المال
في رضا المحبوب ، ثمّ تعب البدن وترك اللذات ، ثمّ بذل نفس الولد الذي هو بمنزلة
النفس ، ولذلك جاء المدح من العزيز الكريم في حقّ النبيّ إبراهيم في عزمه على ذبح
ولده إسماعيل [٢] ، ولم يبلغ والله مرتبة خاتم الأنبياء ، ولا البضعة
البتول الزهراء ، ولا الأئمّة الأُمناء في رضاهم بقتل سيّد الشهداء بسيوف الأعداء
، وبقائه مطروحاً على الثّرى ورأسه معلّق على القنا ، وقتل أولاده وأرحامه وأصحابه
، وسبي بناته وعياله ، وحملهم على السنان في نهاية الذلّ والصّغار ، ووقوف سباياهم
بين يدي أشرّ الأشرار في كمال الذلّ والصّغار.