نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 493
وروى عنهم عليهمالسلام ، عن لقمان عليهالسلام أنّه قال لابنه : «اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت
قوماً يذكرون الله تعالى ، فاجلس معهم ؛ فإن تكُ عالماً ، نفعك علمك ؛ وإن تكُ
جاهلاً علّموك ، ولعلّ الله يُظلّهم برحمة ، فتعمّك معهم ؛ فإذا رأيت قوماً لا
يذكرون الله ، فلا تجلس معهم ؛ فإنّك إن تكُ عالماً ، لا ينفعك علمك ؛ وإن تكُ
جاهلاً ، يزيدوك جهلاً ، ولعلّ الله أن يظلّهم بعقوبة فتعمّك معهم» [١].
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الملائكة يمرّون على حلق الذكر ، فيقومون على
رؤسهم ، فيبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم إلى أن قال فيقول الله لهم : اشهدوا
أنّي قد غفَرتُ لهم ، وآمنتهم ممّا يخافون ، فيقولون : ربّنا إنّ فيهم فلاناً ،
ولم يذكرك ، فيقول : قد غفرتُ له بمجالسته لهم ، فإنّ الذاكرين ممّن لا يشقى بهم
جليسهم» [٢].
ويتحقّق
الذكر : بذكر أسماء
الله تعالى ، وصفاته الخاصّة ، أو العامة ، مع إرادة الله منها ، مُفردة أو
مُركّبة ، مُفيدة أو غير مُفيدة ، وبما يرجع إليه من ضمير أو إشارة.
وكذا بكلّ ما
يشتمل على تعظيمه ، ومنه قول : بحول الله تعالى ، وبكلّ ما فيه مُناجاة الله ،
وتكليمه ، مع إفادة المعنى.
وذكر بعض حروف
الكلمة ليس من الذكر ، وكذا ما ذكر مَقلوباً ، وما نثرت فيه الحروف نثراً ، بحيث
لا يترتّب عليها صوغ الكلمة.
والظاهر أنّ
المحرّم منه لدخوله في الغناء ، أو فيما أضرّ الناس ، أو في خطاب الأجنبيّات مع
التلذّذ لا يُعدّ من الذكر.
وأسماء العلماء
، والصلحاء ، والأنبياء ، والأوصياء السابقين لا يلحق ذكرهم بالذكر ، وإن كان
راجحاً.
وأمّا أسماء
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والزهراء عليهاالسلام ، والأئمّة عليهمالسلام فلا يبعد فيها الإلحاق ، لكنّ الاحتياط أن لا تلحق إلا
مع الإضافة إلى ذكر