نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 430
المبحث
الرابع : في مقدّماتها
والسرّ فيها ما
اشتملت عليه من الحكم ، والأسرار التي تقصر عن إدراكها دقائق الأفكار.
أوّلها
: الأذان
فإنك إذا دقّقت
نظرك فيه ، وتأمّلت في مبانيه ، ومعانيه ، أغناك ما اهتديت إليه بالنظر عن
الاحتياج إلى الاحتجاج بمعاجز أُخر في إثبات نبوّة نبيّنا سيّد البشر صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فإنّه وضع
للإعلام ، وبيان الأمر بها من الملك العلام ؛ لإقامة البرهان على وجوب حضورها على
المكلّفين من نوع الإنسان.
فأثبت بصفة
الأكبريّة أنّه أهل للمعبوديّة. ثمّ ذلك لا ينفي وجود المعبود سواه ، فجاء بكلمة
التوحيد قائلاً : «أشهد أن لا إله إلا الله».
ثمّ ذلك لا
يفيد حتّى يعلم أن الأمر جاء بها من عند الله تعالى ، فأتى بإثبات رسالة الأمر بها
، وقال : «أشهد أنّ محمّداً رسول الله» صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ بعد إقامة
البرهان عليها أمر بالإتيان إليها.
ثمّ لما كان
ميل النفوس موقوفاً على حصول ثمرة من فعلها ، أبانَ كونها فلاحاً.
ثمّ ذلك كلّه
لا يفيد تخصيصها بالإقبال عليها لكثرة العبادات ، فبين أنّها خير الأعمال.
وكرّر التكبير
أربعاً ؛ لأنّه مبتدأ الإعلام ، ولأنّ الأُولى لتنبيه الغافل ، والثانية للناسي ،
والثالثة للجاهل ، والرابعة للمتشاغل ، وثنّى الشهادة على وفق الشهادة ، وكرّر
مرّتين مرّتين لإرادة التأكيد ، ولا يحسن الزيادة على ذلك.
وكرّر التكبير
والتوحيد في أخره إعادة للبرهان ، وتحرّزاً عن النسيان ، وفي الخبر : أن تكرار
المرّتين إشارة إلى أنّ مبدأ وضع الصلاة على ركعتين ركعتين [١].