نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 114
والأوصياء دخلوا في حزب الشهداء. ولا يلزمهم دفع الأعداء بالقدرة الإلهيّة
، ولا بالدّعاء. ولا يلزمهم البناء على العلم الإلهي ، وإنّما تدور تكاليفهم مدار
العلم البشري. فلا يجب عليهم حفظ النفس من التلف مع العلم بوقته من الله تعالى ،
فعلم سيّد الأوصياء بأنّ ابن مُلجَم قاتلُه ، وعلم سيّد الشهداء عليهالسلام بأنّ الشمر لعنه الله قاتلُه مثلاً مع تعيين الوقت لا
يوجب عليهما التحفّظ ، وترك الوصول إلى محلّ القتل.
وعلى ذلك جَرَت
أحكامهم وقضاياهم ، إلا في مقامات خاصّة ، لجهات خاصّة. فإنّهم يحكمون بالبيّنة
واليمين ، وإن علموا بالحقيقة من فيض ربّ العالمين.
فإصابة الواقع
، وعدم إمكان حصول الخطأ والغفلة منهم بالنّسبة إلى الأحكام ، وبيان الحلال
والحرام ، وأنّ المدار في ذلك على العلم الإلهي إنّما استُفيد من حكم العقل
والنقل.
وأمّا ما كان
من الأُمور الوجوديّة دون العمليّة ، أعمالاً وشروطاً ، فالأقوى أنّ مدارها على
العلم الإلهي [١] ؛ لأنّ وقوع ذلك منهم مُنفّر للطباع ، باعث على عدم
الاعتماد ، فلا يقع منهم نوم عن فريضة ، ولا جهل ، ولا غفلة ، ولا نسيان ، ولا عن
طهارة حدثيّة ، ونحوها من الشرائط الوجوديّة بالنّسبة إلى الصلاة والصيام ، وغيرها
من الأحكام ، كالحلال والحرام ، إلا ما قام فيه الحكم الشرعيّ مقام الواقعيّ ،
فإنّ الجهل بالواقع ليس فيه بأس.
وأمّا العلميّة
؛ فمدارها على العلم البشري ، دون الإلهي ؛ إذ لا يلزم من عدم الإصابة تنفّر
النفوس ، ولا زالوا ينادون بأنّه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى.
فنجاسة الثياب
والبدن ليس مدارها على العلم الإلهي.
وأمّا حصول
التحيّر بالنّسبة إلى العلم البشري ، والخطأ بالنّسبة إلى ما بين المشرق والمغرب ،
فلا يبعد القول بتنزيههم عنها ، نظراً إلى أنه بدونه ينجرّ الأمر إلى عدم الاعتماد
على أقوالهم وأفعالهم.
فيدور الأمر في
هذا القسم وما قبله على لزوم النقص وعدم الاعتماد ، وعدمهما.