نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 36
أتقن القواعد الأُصوليّة التي أودعها الشيخ في كشفه فهو عندي مجتهد. انتهى.
ثمّ قال :
وحدّثني الأُستاذ الشيخ عبد الحسين الطهراني رحمهالله قال قلت لشيخي صاحب جواهر الكلام : لم أعرضت عن شرح كشف
الغطاء ، تؤدّي حقّ صاحبه وهو شيخك وأُستاذك ، وفي كتابه من المطالب العويصة
والعبارات المشكلة ما لا يحصى؟ فقال : يا ولدي أنا عجزان من أووات الشيخ ، أي لا
أقدر على استنباط مدارك الفروع المذكورة فيه : أو كذا أو كذا [١].
وموجز القول :
أن الشيخ جعفر يبدو في هذا الكتاب ، وكأنّه محيط بالمسائل في عرض البعض ، وكأنّها
حاضرة في ذهنه مع بعض ، فيجمع بين متشابهاتها المتناثرة ، ويستوفي شروط مشروطاتها
ويكثر تقسيم منقسماتها ويفرّع كيف يحلو له ، لا يكترث بالترتيب السائد أو التقسيم
المشهور.
وقد خاض في
استنباط الأحكام على غير المتعارف ، واستدلّ كيف استدلّ ، لا يذكر أية ولا يذكر
رواية ، بل معان كلية استلهمها من منابعها وصاغها بما يختصرها ويجمعها فهو استدلال
لا مردود لمتانته ولا مقبول لغرابته.
فَقَهَ
وَكَتَبَ وما نقل فانْتَقل ، فهو أُعجوبة دهره بثاقب فكره.
وتراه يختار
ضيّق الطريق بوفد عريض ويكثر الاستدلال لما ليس إليه سبيل ، ولا عليه دليل ، وذكر
فروعاً في الخنثى وذوي الرأسين لم يسبقه إليه مثيل ، وما لأحد فيه كثير ولا قليل.
وكلّما تعمّقت
في هذا الكتاب لازددت عجباً واعتقدت أنّ العلم والفقه لا كما عقدا ، وأنّ الفقيه
هو من يستلهم طريقاً صعدا ، ولا يتكأكأ ولا يكبو أبدا ، فلمثل هذا فليعمل
العاملون.
وبالجملة
فللكتاب ميزتان :
الأُولى : من
حيث سبك التأليف ؛ لأنّه مشتمل على الأُصول الاعتقاديّة في الفنّ الأوّل منه مع
الدلائل المتقنة والبراهين الساطعة في التوحيد والعدل والنبوّة والمعاد ، بإيجاز
واختصار. ولكن ذكر المؤلّف مبحث الولاية والإمامة بتفصيل.