نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 26
أو المأذون منهم. حيث قال المؤلّف : «ويجب تقديم الأفضل أو مأذونه في هذا
المقام ، ولا يجوز التعرّض في ذلك لغيرهم. ويجب طاعة الناس لهم ، ومن خالفهم فقد
خالف إمامهم.
فإن لم يكونوا
، أو كانوا ولا يمكن الأخذ عنهم ولا الرجوع إليهم. وجب على كلّ بصير صاحب رأي
وتدبير ، عالم بطريق السياسة عارف بدقائق الرئاسة ، صاحب إدراك وفهم ، وثبات وجزم
وحزم ، أن يقوم بأحمالها ، يتكلّف بحمل أثقالها ، وجوباً كفائيّاً مع مقدار
القابلين ، فلو تركوا ذلك ، عوقبوا أجمعين. ومع تعيّن القابليّة ، وجب عليه عيناً
مقاتلة الفرقة الشنيعة الأُروسيّة وغيرهم من الفرق العادية البغيّة.
وتجب على الناس
إعانته ومساعدته إن احتاج إليهم [١] ونصرته. ومن خالفه فقد خالف العلماء الأعلام ، ومن خالف العلماء الأعلام
فقد خالف والله الإمام. ومن خالف الإمام فقد خالف رسول الله سيّد الأنام ، ومن
خالف سيّد الأنام فقد خالف الملك العلام».
ثمّ أجاز الشيخ
سلطان زمانه فتح عليّ شاة ، في أخذ ما يتوقّف عليه تدبير العساكر والجنود وردّ أهل
الكفر والطغيان والجحود ، بأخذ الخراج المقرّر في الإسلام والزكاة من الموارد
التسعة ، فإن ضاقت عن الوفاء ولم يكن عنده ما يدفع به هؤلاء الأشقياء ، جاز له
التعرّض لأهل الحدود ، بالأخذ من أموالهم ، إذا توقّف عليه الدفع عن أعراضهم ودمائهم
، فإن لم يفِ أخذ من البعيد بقدر ما يدفع به العدوّ المَريد.
ثمّ قال : «ويجب
على من اتّصف بالإسلام وعزم على طاعة النبي والإمام عليهماالسلام ، أن يمتثل أمر السلطان ، ولا
يخالفه في جهاد
أعداء الرحمن فيتّبع أمر من نصبه عليهم وجعله دافعاً عمّا يصل من البلاء إليهم ،
ومن خالفه في ذلك فقد خالف الله ، واستحقّ الغضب من الله.
والفرق بين
وجوب طاعة النبي ووجوب طاعة السلطان الذابّ عن المسلمين والإسلام ، أنّ وجوب طاعة
الخليفة الرسول والإمام عليهماالسلام بمقتضى الذات ، لا باعتبار الأغراض والجهات وطاعة السلطان إنّما وجب بالعرض
لتوقّف تحصيل الغرض فوجوب طاعة السلطان كوجوب تهيئة الأسلحة وجمع الأعوان من باب
وجوب المقدّمات الموقوف عليها