(من أجلها فى الوصل كان عدما) فتقول فى اضربن يا قوم و اضربن يا هند إذا وقفت عليهما:

اضربوا و اضربى برد واو الضمير و يائه كما مر. و تقول فى هل تضربن و هل تضربن إذا وقفت عليهما: هل تضربون و هل تضربين برد الواو و الياء و نون الرفع لزوال سبب الحذف (و أبدلنها بعد فتح الفاء وقفا) أى واقفا، و يحتمل أن يكون مفعولا له أى لأجل الوقف، و ذلك لشبهها بالتنوين (كما تقول فى قفا قفا) و منه: لَنَسْفَعاً [العلق: 15] وَ لَيَكُوناً [يوسف: 32] و قوله:

«768»-

و لا تعبد الشيطان و اللّه فاعبدا

و قوله:

فمن يك لم يثأر بأعراض قومه فإنّى و ربّ الرّاقصات لأثأر

و ندر حذفها لغير ساكن و لا وقف كقوله:

الوقف عليه فاحذف منه النون بعد توكيده بها و اردد ما كان حذف لأجلها، و ليس المراد أنه إذا صدر منك فعل تريد توكيده و الوقف عليه فاحذف منه النون بعد توكيده بها و اردد ما كان حذف لأجلها، حتى يرد قول أبى حيان ما معناه الذى يظهر لى أن توكيد الفعل الموقوف عليه بالنون الخفيفة خطأ لأنها تحذف فى الوقف من غير دليل عليها فلا يظهر للإتيان بها تم حذفها بلا دليل.

فائدة: قوله: (فى الوقف) تنازعه اردد و حذفتها. قوله: (كما مر) أى فى قوله فتقول يا هؤلاء اخرجوا و يا هند اخرجى. قوله: (لزوال سبب الحذف) هو فى النون اجتماع المثلين و فى الواو و الياء التقاء الساكنين. دمامينى.

قوله: (ألفا) و لذلك رسمت بالألف نظرا إلى حالتها عند الوقف كما هو قاعدة الرسم. قوله: (أى واقفا) ضعف بأن مجى‌ء المصدر حالا سماعى و ضعف الاحتمال الثانى بكون الوقف غير قلبى فالأولى كونه ظرفا بتقدير وقت. قوله: (و ذلك لشبهها بالتنوين) قال شيخنا: اسم الإشارة راجع إلى حذفها بعد الضم و الكسر و قلبها ألفا بعد الفتح اه و هو وجيه. قوله: (كقوله إلخ) إن قلت: لعل المحذوف فى (768)- قاله الأعشى ميمون. و صدره:

و إياك و الميتات لا تقربنها

من قصيدة من الطويل. و الشاهد فى فاعبدا، إذ أصله فاعبدن بالنون الخفيفة، فأبدلت ألفا للوقف. و اختلف فى الفاء فيه: فقيل: الجواب لاما مقدرة، و قيل: زائدة، و قيل: عاطفة: أى تنبه فاعبد اللّه، فحذف تنبه و قدم المنصوب على الفاء إصلاحا للفظ كيلا يقع الفاء صدرا.

(768)- عجز بيت للأعشى فى ديوانه ص 187 و تذكرة النحاة ص 72 و الكتاب 3/ 510 و المقاصد النحوية 4/ 340 و همع الهوامع 2/ 78. و صدره:

فإياك و الميتات لا تقربنها