نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 65
الفاعل
(الفاعل) فى عرف النحاة هو الاسم (الذى) أسند إليه فعل تام أصلى
الصيغة أو مؤول به (كمرفوعى) الفعل و الصفة من قولك: (أتى زيد منيرا وجهه نعم
الفتى) فكل من زيد و الفتى فاعل لأنه أسند إليه فعل تام أصلى الصيغة، إلا أن الأول
متصرف و الثانى جامد، و وجهه فاعل لأنه أسند إليه مؤول بالفعل المذكور و هو منيرا:
فالذى أسند إليه فعل يشمل الاسم الصريح كما مثل و المؤول به نحو:أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا
أَنْزَلْنا [العنكبوت:
51] و التقييد بالفعل يخرج المبتدأ،
الفاعلقوله: (فى عرف النحاة) و أما فى اللغة فمن أوجد الفعل. قوله: (أسند
إليه فعل) أى على وجه الاثبات أو النفى أو التعليق أو الإنشاء، فدخل الفاعل فى لم
يضرب زيد و إن ضرب زيد و هل قام زيد؟
و المتبادر من الإسناد الإسناد أصالة فخرج من التوابع البدل و
المعطوف بالحرف لأن الإسناد فيهما تبعى قال يس: على أنا لا نسلم الإسناد فى البدل
بناء على أن عامله مقدر من جنس الأول. قال شيخنا: أى فالمذكور لم يسند إليه أصلا و
كلامنا فيه لا فى المقدر اه. و أما بقية التوابع فلا إسناد فيها و المراد الإسناد
و لو غير تام فيدخل فاعل المصدر و فاعل اسم الفاعل. قوله: (تام) قال الشارح فى
شرحه على التوضيح: لا حاجة إلى هذا القيد لأن المخرج به و هو اسم كان خرج بقيد
أسند إليه فعل لأن اسم كان لم يسند إليه كان لأن معناه ليس منسوبا إليه و إنما هو
منسوب إلى مضمون الجملة اه. و فيه نظر يعلم مما قدمناه فى باب كان و أخواتها.
قوله: (أصلى الصيغة) المراد بأصالتها عدم تحويلها إلى صيغة ما لم يسم فاعله لا عدم
التصرف فيها مطلقا حتى يعترض بخروج فاعل نعم و فاعل شهد بفتح فسكون أو بكسر فسكون
أو بكسرتين لأن الفعل فيهما ليس أصلى الصيغة لأن الصيغة الأصلية بفتح فكسر، نعم لو
قال على طريقة فعل لكان أوضح و الصيغة كما قال اللقانى كيفية تعرض لحروف الكلمة
باعتبار حركاتها و سكناتها و تقدم بعضها على بعض.
قوله: (أو مؤول به) أى الفعل كما مشى عليه الشارح في ما يأتى و معنى
كونه مؤولا بالفعل كونه بمعناه و حالا محله فدخل اسم الفعل. قوله: (كمرفوعى أتى)
عد
[1] فاعلى أتى و نعم واحدا كما أشار إليه الشارح لأن الرافع فى كل فعل. قوله:
(الصريح) المراد به ما قابل المؤول بقرينة المقابلة فدخل فيه الضمير فى نحو قاما و
قم. قوله: (و المؤول به) أى لوجود سابك و لو تقديرا و هو هنا أن المفتوحة و أن
الناصبة للفعل و ما دون كى و لو فلا يؤول الفاعل بالاسم من غير سابك عند البصريين
و إنما يقدر منه أن الساكنة النون لعدم ثبوت تقدير غيرها كذا فى التصريح، و استثنى
الدمامينى باب التسوية إن جعلنا سواء فى قوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
سَواءٌ عَلَيْهِمْ [البقرة:
6] خبرا و ما بعده فاعلا. و ظاهر كلام الشارح أن الفاعل لا يكون جملة و هو كذلك
على مذهب البصريين المختار. و قيل تقع فاعلا مطلقا نحو:
يعجبنى يقوم زيد و ظهر لى أقام زيد بدليل:ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ
بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ [يوسف: 35]
[1]قوله:
(عد إلخ) أظهر منه أن قوله نعم إلخ لم يقصد به التمثيل للفاعل بل قصد به التعميم
فى العامل.
الشواهد
للعيني، ج2، ص: 66
و بالتام نحو اسم كان، و بأصلى الصيغة النائب عن الفاعل، و ذكر أو
مؤول به لإدخال الفاعل المسند إليه صفة كما مثل أو مصدر أو اسم فعل أو ظرف أو
شبهه.
تنبيه: للفاعل أحكام أعطى الناظم منها بالتمثيل البعض و سيذكر
الباقى: الأول: الرفع و قد يجر لفظه بإضافة المصدر نحو:وَ لَوْ لا دَفْعُ
اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ [البقرة: 251] أو اسمه نحو:
وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ [إبراهيم: 45] و لا حجة فيهما، أما
الأول فلاحتمال أن يكون فاعل بدا ضميرا مستترا فيه راجعا إلى المصدر المفهوم منه و
التقدير ثم بدا لهم بداء كما جاء مصرحا به فى قوله:
بدا لى من تلك القلوص بداء
و جملة ليسجننه جواب قسم محذوف و مجموع القسم و جوابه مفسر لذلك
البداء و لا يمنع من هذا كون القسم إنشاء لأن المفسر هنا فى الحقيقة المعنى المتحصل
من الجواب الذى هو خبر و هذا المعنى هو سجنه عليه الصلاة و السّلام فهذا هو البداء
الذى بدا لهم كذا فى المغنى. و أما الثانى فلما يأت. و قيل تقع إن علق عنها فعل
قلبى بمعلق. و قال الدمامينى تبعا للمغنى إن كان التعليق بالاستفهام كالمثال
الثانى و الآية الثانية لأن الإسناد حينئذ فى الحقيقة إلى مضاف محذوف لا إلى
الجملة إذ المعنى ظهر لى جواب أقام زيد و هذا التقدير لا بد منه دفعا للتناقض إذ
ظهور الشئ مناف للاستفهام عنه اه. فالأقوال أربعة، و صرح بعضهم بأن إسناد الفعل
إلى الجملة عند من جوزه إنما هو باعتبار مضمونها.
قوله: (يخرج المبتدأ) أورد عليه أنه يدخل فى قوله أو مؤول به فإن زيد
من زيد قائم أسند إليه مؤول بالفعل. و أجاب سم بأن المتبادر من قوله أسند إليه فعل
أو مؤول به ما يكون المسند فيه ما ذكر فقط و لا كذلك زيد قائم فإن المسند اسم
الفاعل مع الضمير المستتر فيه. قوله: (و بأصلى الصيغة النائب عن الفاعل) و من
يسميه فاعلا بحذف هذا القيد كما أن من يسمى اسم كان فاعلا يحذف قيد التمام، و كلام
الشارح مبنى على الصحيح أن صيغة المجهول فرع صيغة المعلوم أما على القول بأنها
صيغة أصلية فيحتاج إلى إبدال قولنا أصلى الصيغة بقولنا على طريقة فعل. قوله: (صفة)
المراد بها ما يشمل اسم الفاعل و اسم التفضيل و أمثلة المبالغة و الصفة المشبهة و
من الصفة الجامد المؤول بالمشتق كأسد بمعنى شجاع. قوله:
(أو
مصدر) لعله أراد به ما يشمل اسم المصدر، فالمصدر نحو: أعجبنى ضرب زيد الأمير و
اسمه نحو أعجبنى عطاء المال عمرو، و اسم الفعل نحو هيهات نجد، و الظرف نحو أعندك
زيد، و شبهه هو الجار و المجرور نحو:أَ فِي اللَّهِ شَكٌ [إبراهيم: 10] و هذان بحسب الظاهر و إلا ففى الحقيقة العامل فى الفاعل
متعلق الظرف و شبهه. قوله: (أحكام) أى سبعة بحسب ما ذكره المصنف و الشارح لكن من
أحكامه ما لم يذكراه كوحدته
[1] فلا يتعدد فالفاعل
[2] فى نحو اختصم زيد و عمرو
المجموع إذ هو المسند إليه فلا تعدد إلا فى أجزائه لكن لما لم يقبل المجموع من حيث
هو مجموع الإعراب جعل فى أجزائه. و أما قوله:
فتلقفها رجل رجل
[1]قوله: (كوحدته) لأن الأثر الواحد لا ينشأ إلا من واحد.
[2]قوله: (فالفاعل الخ) فيه أن الثانى تابع كما مر، و توقف معنى الفعل
على شئ آخر لا يمنع التبعية.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 65