نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 4
النكرات فوجب و «للا» عند
ذلك القصد عمل في ما يليها و ذلك العمل إما رفع و إما نصب و إما جر، فلم يكن جرا
لئلا يعتقد أنه بمن المنوية فإنها فى حكم الموجودة لظهورها فى بعض الأحيان كقوله:
و لم يكن رفعا لئلا يعتقد أنه بالابتداء فتعين النصب و لأن فى ذلك
إلحاقا «للا» بإن لمشابهتها إياها فى
التوكيد فإن لا لتأكيد النفى و إن لتأكيد الإثبات و لفظ لا مساو للفظ إذا خففت فى
تضمن متحرك بعده ساكن فلما ناسبتها حملت عليها فى العمل. و قد أشار إلى عملها على
وجه يؤذن بذلك فقال: (عمل إن اجعل للا فى نكرة، مفردة جاءتك) نحو: لا غلام رجل
قائم (أو مكرره)
أنها البيانية. قال شيخنا: و هذا إن صح فوجهه أن أصل لا رجل لا شئ من
رجل. قوله: (و لا يليق ذلك) أى وجود من لفظا أو معنى. و قوله إلا بالأسماء النكرات
أى لأنها التى تدخل عليها من المذكورة. قوله: (فوجب إلخ) تفريع على قوله: اختصت
بالاسم و إنما وجب ذلك لأن حق المختص بقبيل أن يعمل فيه. قوله: (بمن المنوية) أى
تضمنا لا تقديرا كما يفهم من الدمامينى و ذكره يس. قوله:
(لظهورها
فى بعض الأحيان) أى ضرورة كما فى حاشية شيخنا السيد. قوله: (يذود) أى يطرد. قوله:
(لئلا
يعتقد أنه بالابتداء) يرد عليه أنه يخشى من هذا الاعتقاد فى العاملة عمل ليس أيضا
و لم يراعوه إلا أن يقال: اعتناؤهم بالعاملة عمل ليس أقل من اعتنائهم بالعاملة عمل
إن لأن العاملة عمل إن أقوى عملا من العاملة عمل ليس للإجماع على إعمالها دون
إعمال العاملة عمل ليس.
قوله: (و لأن فى ذلك إلخ) عطف على مقدر مفهوم مما سبق و التقدير
فتعين النصب لدفع الاعتقادين المذكورين و لأن إلخ أو لسلامته مما ذكر و لأن إلخ.
قوله: (لتأكيد النفى) يعنى للنفى المؤكد بمعنى أنها تفيد نفيا أكيدا قويا و هذا لا
يقتضى وجود النفى أولا بغيرها فلا اعتراض عليه.
قوله: (و إن لتأكيد الإثبات) أى إثبات المنسوب للمنسوب إليه و لو كان
المنسوب نفيا كما فى القضية المعدولة المحمول نحو: إن زيدا ليس فى الدار فاندفع
الاعتراض بأنها لتوكيد النسبة مطلقا إثباتا أو نفيا.
قوله: (حملت عليها فى العمل) و لذلك كانت منحطة عنها فلم تعمل إلا
بالشروط الآتية و لم يجز تقدم خبرها على اسمها ظرفا أو مجرورا. قوله: (يؤذن بذلك)
أى بالحمل. قوله: (شروط إعمال لا إلخ) شمل الإعمال فى عبارته إعمال النصب فى
المضاف و الشبيه به، و حينئذ فعده من الشروط كون النفى للجنس و كونه نصا؛ صريح فى
أن لا لنفى الجنس نصا سواء بنى اسمها أو نصب و هو كذلك خلافا
[213] - هو
من الطويل قوله: (فقام) عطف على ما قبله من الأبيات، و يذود الناس جملة وقعت حالا
أى يدفع، من ذاد ذودا. و قال عطف على فقام، و ألا للتنبيه، و لا لنفى الجنس و من
زائدة لإفادة استغراق الجنس. و فيه الشاهد حيث أبرزت للضرورة و إن كانت هى الدالة
على البناء و المعنى المذكور، و الخبر محذوف و هو نحو حاصل.
[213] - البيت من الطويل، و هو بلا نسبة فى أوضح المسالك
2/ 13، و تخليص الشواهد ص 396، و الدرر 2/ 221 و شرح التصريح 1/ 239، و شرح ابن
عقيل ص 255، و لسان العرب (ألا)، (لا)، و المقاصد النحوية 2/ 332، و همع الهوامع
1/ 146.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 4