إذ الثانى توكيد، و إلا فسد اللفظ إذ حقه حينئذ أن يقول: أتاك أتوك
أو أتوك أتاك، و من نحو:
و فى اسم متعلق بعمل قدم عليه مع أنه مصدر للضرورة هذا ما قال
الشيخ خالد أنه الظاهر خلافا لقول المكودى متعلق باقتضيا. قوله: (اتفاقا) أى ممن
لا يجوز عمل العاملين معا فلا يرد عليه أن الفراء يقول بعملهما معا إذا اتفقا فى
طلب المرفوع كما سيأتى. قوله: (أتاك أتاك اللاحقون) بفتح الكاف بقرينة تمام الشطر
و هو احبس احبس لأن كتابتهما بلا ياء نص فى أنهما خطاب لمذكر فيكون ما قبلهما كذلك
و مفعول احبس محذوف احبس نفسك كما قاله العينى. قوله: (إذ الثانى توكيد) أى فهو
بمنزلة حرف زيد للتوكيد فلا فاعل له أصلا قال المرادى فى شرح التسهيل: و يحتمل
قوله أتاك أتاك أن يكون من التنازع و يكون قد أضمر مفردا كما حكى سيبويه ضربنى و
ضربت قومك بالنصب أى ضربنى من ثمت؛ و قد أجاز أبو على التنازع فى قوله:
فهيهات هيهات العقيق و أهله
قال: ارتفع العقيق بهيهات الثانية و أضمرت فى الأولى أو بالأولى و
أضمرت فى الثانية. و أجاز ابن أبى الربيع فى نحو: قام قام زيد أن يكون زيد فاعلا بالثانى
و أضمر فى الأول و أن يكون فاعلا بالأول و الثانى توكيد لا فاعل له، و أجاز المصنف
فيه أن ينسب العمل لهما لكونهما شيئا واحدا فى اللفظ و المعنى فكأن العامل واحد ا.
ه. مع زيادة من الدمامينى.
قوله: (و إلا فسد اللفظ) أى من جهة الصناعة النحوية. قوله: (و إلا
فسد المعنى) أى المعنى المراد إذ المعنى المراد كفانى إلخ و معنى فساده إفادة
الكلام خلافه فاندفع ما قيل تعليله لا ينتج مدعاه من فساد المعنى، و علل بعضهم
الفساد بلزوم التناقض لأنه على التنازع يكون و لم أطلب معطوفا على كفانى ليحصل
الربط المعتبر هنا فيلزم كونه مثبتا لطلب القليل لوقوع النفى فى حيز لو المفيدة
امتناع جوابها و ما
هو من الطويل. الفاء للعطف، و أين للاستفهام متعلق بمحذوف: أى فأين
تذهب. و النجاء بالمد الإسراع مبتدأ و خبره إلى أين مقدما و الشاهد فى أتاك أتاك
اللاحقون فإنهما عاملان فى اللفظ و لكن الثانى منهما لا يقتضى إلا التأكيد، إذ لو
كان عاملا لقيل: أتوك أتاك أو أتاك أتوك و النون فى اللاحقون سقطت بالإضافة إلى
كاف الخطاب و مفعول احبس محذوف تقديره احبس نفسك، و الثانى تأكيد.
[310] - جزء من عجز بيت من الطويل، و هو بلا نسبة في
أوضح المسالك 2/ 194، و الدرر 5/ 323، 6/ 44، و شرح ابن عقيل ص 487، و شرح قطر
الندى ص 290، و المقاصد النحوية 3/ 9، و همع الهوامع 2/ 111، 125. و البيت بتمامه:
(فأين إلى أين النجاة ببغلتى
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس)
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 2 صفحه : 151