نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 1 صفحه : 150
النكرة و المعرفة
...
النكرة
و المعرفة هما فى الأصل اسما مصدرين لنكر و عرف ثم جعلا اسمى جنس للاسم المنكر
و الاسم المعرف لا علمين و إن وقع فى كلام شيخنا. قيل تقسيم الاسم إلى النكرة و
المعرفة على سبيل منع الخلو لا منع الجمع لأن المعرف بلام الجنس نكرة معنى و
التحقيق أنه معرفة معنى أيضا لأنه الماهية المشخصة بقيد ظهورها فى فرد ما، فالشيوع
إنما جاد من انتشار الفرد و هذا لا يقدح فى كون الاسم معرفة معنى لتعين الموضوع له
و هو الماهية غاية الأمر أن انتشار الفرد جعله كالنكرة أفاده الرودانى.
فائدة:
الجملة و شبهها من الظرف و الجار و المجرور بعد النكرة المحضة صفتان نحو: رأيت
طائرا يصيح أو فوق غصن أو على غصن و بعد المعرفة المحضة حالان نحو: رأيت الهلال
يضىء أو بين السحاب أو فى الأفق، و بعد النكرة التى كالمعرفة أو المعرفة التى
كالنكرة محتملان للوصفية و الحالية نحو: هذا ثمر يانع يعجب الناظر أو فوق أغصانه
أو على أغصانه لأن النكرة الموصوفة كالمعرفة، و نحو:
يعجبنى
الزهر يفوح نشره أو فوق أغصانه أو على أغصانه لأن المعرف الجنسى كالنكرة، فقول
المعربين الجمل و شبهها بعد النكرات صفات و بعد المعارف أحوال ليس على إطلاقه كذا
فى المغنى. و أسلفنا عن الدمامينى جواز كون الظرف بعد المعرفة المحضة صفة بتقدير
متعلقه معرفة.
فائدة
ثانية: قال فى المغنى: قالوا إن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت غير الأولى، و إن
أعيدت معرفة أو أعيدت المعرفة معرفة أو نكرة كانت نفس الأولى، و حملوا على ذلك ما
روى: «لن يغلب عسر يسرين» ثم نقض الأحكام الأربعة بتخلفها ثم دفع النقض بحمل
كلامهم على الإطلاق و عدم القرينة، فأما مع القرينة فالتعويل عليها و وجه حمل لن
يغلب عسر يسرين على ذلك أن قوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
(5) [الشرح: 5] و إن احتمل التأكيد فيكون أخذ اليسرين من جعل تنوين يسرا
للتكثير لكن جعله تأسيسا خير فيكون فى الكلام عسر واحد و يسران، و المراد بالعسر
عسر الدنيا الذى كانوا فيه، و باليسيرين ما تيسر لهم من الفتوح فى زمنه عليه
الصلاة و السّلام و ما تيسر فى أيام الخلفاء أو يسر الدنيا و يسر الآخرة.
و
قال التفتازانى فى تلويحه المذكور أولا: إما نكرة أو معرفة، و على كل إما أن يعاد
نكرة أو معرفة فالأقسام أربعة، و حكمها: أن الثانى إن كان نكرة فهو مغاير للأول و
إلا كان المناسب التعريف لكونه معهودا سابقا فى الذكر، و إن كان معرفة فهو الأول
حملا له على المعهود و هو الأصل فى اللام و الإضافة ا. ه. و كلامه مخالف لكلام
المغنى فى صورة إعادة المعرفة نكرة، و قد حكى البهاء بن السبكى فيها قولين كما فى
الشمنى فكل منهما مشى على قول. ثم قال التفتازانى: و اعلم أن المراد أن هذا هو
الأصل عند الإطلاق و خلو المقام من القرائن و إلا فقد تعاد النكرة نكرة مع عدم
المغايرة نحو: وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ
[الزخرف: 84] و قد تعاد النكرة معرفة مع المغايرة نحو: وَ هذا
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ إلى قوله تعالى:
أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ
[الأنعام: 155. 156] و قد تعاد المعرفة معرفة
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 1 صفحه : 150