نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 4 صفحه : 141
[الهزل يراد به الجدّ]:
(و منه) أى و من المعنوى (الهزل الذى يراد به الجد كقوله
إذا ما تميمىّ أتاك مفاخرا
فقل عدّ عن ذا كيف أكلك للضّبّ)
[تجاهل العارف]:
(و منه) أى و من البديع المعنوى (تجاهل العارف و هو كما سماه
السكاكى سوق المعلوم ...
[الهزل يراد به الجد]: (قوله: الهزل الذى يراد به الجد)أى: و هو أن يذكر الشىء على سبيل
اللعب و المباسطة، و يقصد به أمر صحيح فى الحقيقة، و الفرق بينه و بين التهكم أن
التهكم ظاهره جد و باطنه هزل و هذا بعكسه، و هو واقع فى كلامهم كثيرا، كقول الإمام
مالك لبعض تلامذته حين سأله: أتعرف بيت قدامة؟ و كان ذلك البيت يلعب فيه بالحمام و
منه قول ابن نباتة:
سلبت محاسنك الغزال صفاته
حتى تحيّر كلّ ظبى فيكا
لك جيده و لحاظه و نفاره
و كذا نظير قرونه لأبيكا
و الجد بكسر الجيم ضد الهزل الذى هو اللهو و اللعب (قوله: كقوله)أى الشاعر و هو أبو نواس (قوله: إذا ما تميمىّ إلخ)[1]أى: فقولك
للتميمى وقت مفاخرته بحضورك لا تفتخر، و قل لى كيف أكلك للضب هزل ظاهر لكنك تريد
به الجد، و هو ذم التميمى بأكله الضب و أنه لا مفاخرة مع ارتكابه أكل الضب الذى
يعافه أشراف الناس، و علم من هذا أن الهزلية باعتبار استعمال الكلام، و الجدية
باعتبار ما قصد منه فى الحالة الراهنة (قوله: عد عن ذا)أى جاوز هذا الافتخار بتركه و حدثنا عن أكلك الضب تأكله على أى حالة
فعد أمر من عدى بمعنى يجاوز.
[تجاهل
العارف]: (قوله:
و هو كما سماه إلخ)كان الظاهر أن يقول: و هو ما سماه السكاكى إلخ، إلا أنه اعتبر
المغايرة من حيث إنه يسمى بتجاهل العارف، و من حيث إنه يسمى بالسوق،