مدحه بالنهاية فى الشجاعة) حيث جعل قتلاه بحيث يخلد وارث أعمارهم
و تحقيق وجه إفادتهما للتأكيد (قوله: على قياس ما مرّ)أى يجرى على الاعتبار و النظر فيما مر من تأكيد المدح بما يشبه الذم.
[الاستتباع]: (قوله و هو المدح بشىء)أى كالنهاية فى الشجاعة (و قوله: يستتبع)أى يستلزم، (و قوله: المدح بشىء آخر)أى ككونه سببا لصلاح الدنيا و نظامها (قوله: يستتبع المدح بشىء آخر)أى يتبعه أى يلزمه المدح بشىء آخر (قوله: كقوله)أى الشاعر و هو أبو الطيب المتنبى (قوله: نهبت من الأعمار)أى أخذت منها على وجه القهر و
الاختطاف (قوله:
ما لو حويته)أى
أعمارا لو حويتها و ضممتها إلى عمرك، و هذا مبنى على مذهب المعتزلة القائلين: إن
القاتل قطع على المقتول أجله و لو تركه لعاش، فإذا جمع ما بقى من أعمار قتلاه إلى
عمره لكان خالدا لآخر الدنيا، و مذهب أهل السنة أنه لم يقطعه بل المقتول مات
بانتهاء أجله (قوله:
لهنّئت الدنيا بأنك خالد)أى: لقيل للدنيا هنيئا لك بسبب أنك خالد فيها، أى لهنّئ أهلها بسبب
خلوده (قوله:
مدحه بالنهاية إلخ)أى لأن اغتيال النفوس و أخذها قهرا إنما يكون بالشجاعة، و لما وصف
أعمار تلك النفوس بأنها لو ضمت لناهبها كانت خلودا دل ذلك على كمال شجاعته (قوله: حيث جعل)أى لأنه جعل قتلاه بحيث يخلد فى
الدنيا وارث أعمارهم لكثرتهم، و لا شك أن اغتيال النفوس الكثيرة التى لو اجتمعت أعمارهم
لناهبها لكان بها خالدا إنما يكون لكمال
[1]البيت للمتنبى من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة
فى ديوانه 1/ 277.
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد جلد : 4 صفحه : 134