responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 121

و لا دواء له أنجع من شرب دم ملك كما قال الحماسى: [1]

بناة مكارم و أساة كلم‌

 

دماؤكم من الكلب الشفاء

 

ففرع على وصفهم بشفاء أحلامهم من داء الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكلب يعنى أنهم ملوك و أشراف و أرباب العقول الراجحة.

[تأكيد المدح بما يشبه الذم‌]:

(و منه) أى و من المعنوى (تأكيد المدح بما يشبه الذم ....


فيحصل له بسبب ذلك الكلب الذى هو داء يشبه الجنون، فيصير ذلك الكلب بعد ذلك كل من عضه يحصل له ذلك الداء بإذن اللّه تعالى‌ (قوله: و لا دواء له) أى لذلك الداء بعد ظهوره أنجع أى أنفع و أكثر تأثيرا فيه من شرب دم ملك، قيل بشرط كون ذلك الدم من إصبع من أصابع رجله اليسرى فتؤخذ منه قطرة على تمرة و تطعم للمعضوض يجد الشفاء بإذن اللّه، و قيل دم الملوك نافع لذلك الداء مطلقا أى من أى محل كان، و لهذا كانت الحكماء توصى الحجامين بحفظ دم الملوك لأجل مداواتهم هذا الداء به.

(قوله: بناة مكارم) البناة بضم الباء جمع بان، الأساة بضم الهمزة جمع آس و هو الطبيب مأخوذ من الأسى بالفتح و القصر و هو المداواة و العلاج، و الكلم الجراحات و الجمع كلوم، أى: أنتم الذين تبنون المكارم و ترفعون أساسها بإظهارها، و أنتم الذين تؤاسون أى تطبقون الكلم أى جراحات القلوب و جراحات الفاقة و غيرها، و أنتم الذين دماؤكم تشفى من الكلب لشرفكم و كونكم ملوكا (قوله: ففرع على وصفهم بشفاء أحلامهم من داء الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكلب) قال الفنرى: أراد بالتفريع التعقيب الصورى و التبعية فى الذكر كما ينبئ عنه لفظ الوصف، لا أن شفاء الدماء من الكلب متفرع فى الواقع على شفاء أحلامهم لسقام الجهل، إذ لا تفريع بينهما فى نفس الأمر أصلا، فلا يرد أن التشبيه فى قوله‌ (كما دماؤكم) يدل على أن أمر التفريع على عكس ما ذكره الشارح، إذ المشبه به أصل و المشبه فرع فلا حاجة إلى اعتبار


[1] البيت للحماسى.

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 4  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست