responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 741

من أصفده (لا أن يصفد) أى: يقيد من صفده (أو السائل) عطف على المخاطب؛ أى: تلقى السائل (بغير ما يتطلب؛ بتنزيل سؤاله منزلة غيره) أى: غير ذلك السؤال (تنبيها) للسائل (على أنه) أى ذلك الغير (هو الأولى بحاله، ...


تفسير لبسطة اليد فالمراد ببسطة اليد سعتها أى: الكرم، و قوله و المال و النعمة عطف على السلطان لا من بقية التفسير و ذكر النعمة بعد المال من ذكر العام بعد الخاص‌ (قوله: من أصفد) أى: مأخوذ من أصفد و كذا ما بعده فأصفد يدل على الخير لأنه من الصفد بالتحريك و هو الإعطاء بخلاف صفد فإنه يدل على الشر لأنه من الصفاد بالكسر و هو ما يوثق به و هذا عكس وعد و أوعد و النكتة فى ذلك أن صفد للقيد و هو ضيق فناسب أن تقلل حروفه الدالة عليه و أصفد للإعطاء المطلق المطلوب فيه الكثرة فناسب فيه كثرة الحروف و وعد للخير و الخير سهل مقبول للأنفس فناسب قلة حروفه و خفة لفظه و أوعد للشر و هو صعب شاق على النفوس فناسب ثقل لفظه بكثرة حروفه‌ (قوله: أو السائل) الفرق بين تلقى السائل و تلقى المخاطب أن تلقى السائل مبنى على السؤال بخلاف تلقى المخاطب‌ (قوله: بغير ما يتطلب) فى الصحاح التطلب هو الطلب مرة بعد أخرى فالأولى بغير ما يطلب لأن ذلك التلقى لا يختص بمن يبالغ فى الطلب و كأنه عبر به لأجل حسن الازدواج بين يتطلب و يترقب فرجح رعاية جانب اللفظ على جانب المعنى أو أنه عبر به إشارة لمزيد الشوق الحاصل عند السائل فكأن ذلك السائل لمزيد الشوق الحاصل عنده كالطالب للجواب مرة بعد أخرى بقى شى‌ء آخر و هو أن الجواب يجب أن يكون مطابقا للسؤال و إذا أجيب السائل بغير ما يتطلب لم يكن الجواب مطابقا للسؤال و أجيب بأن السؤال ضربان جدلى و تعليمى و الأول يجب أن يطابقه جوابه و الثانى يبنى المجيب فيه جوابه على الأمر اللائق بحال السائل كالطبيب يبنى علاجه على حال المريض دون سؤاله فتجوز المخالفة فيه و السؤال عن الأهلة و النفقة من هذا القبيل لأنه من المسلمين للنبى‌ (قوله: تنبيها) أى: من المجيب للسائل‌ (قوله: أى ذلك الغير) أى: غير سؤاله فالضمير راجع للغير الأول و قوله الأولى بحاله إما

حاشية الدسوقي على مختصر المعاني، ج‌1، ص: 742

أو المهم له، كقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِ‌)


لعدم أهليته لجواب ما يسأله أو لعدم الفائدة فيه بالنسبة إليه‌ (قوله: أو المهم له) الأولى الأهم له؛ لأن السائل له سؤالان أحدهما ما سأل عنه و لم يجب عنه و الآخر ما لم يسأل عنه و أجابه المجيب عنه و كل من السؤالين للسائل اهتمام به لكن اهتمامه بالأول أقوى فإذا أجيب عنه بغير ما يتطلب علم أن الأولى أن يكون الأهم عنده هو الثانى لا الأول الذى سأل عنه و إنما يستفاد هذا المعنى من التعبير بالأهم و عطف المهم على ما قبله من عطف الملزوم على اللازم لأن كونه هو المهم يستلزم كونه أولى أى أنسب بحاله دون العكس لأن الشى‌ء قد يكون أولى بالحال على تقدير التوجه لطلبه أولا و لا يكون فى نفسه من جملة المهمات التى يتأكد طلبها (قوله: كقوله تعالى‌ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ مثال للتنبيه على أنه الأولى بدليل قوله فى شرحه للتنبيه على أنه الأولى و الأليق إلخ و الآية الآتية أى: يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ‌ إلخ مثال للتنبيه على أنه الأهم بدليل قوله فى شرحه تنبيها على أن المهم ففى كلامه نشر على ترتيب اللف‌ (قوله: سألوا عن سبب اختلاف إلخ) المراد بالجمع ما فوق الواحد فقد روى أن معاذ بن جبل و ربيعة بن غنم الأنصارى قالا يا رسول اللّه ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ و يستوى ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا و هذا بظاهره سؤال عن السبب و قد أجيبوا ببيان الثمرة و الحكمة المترتبة على ذلك فى قوله هى مواقيت إلخ و ذلك؛ لأن الاختلاف يتحقق به نهاية كل شهر فيتميز به كل شهر عما سواه و يجتمع من ذلك اثنا عشر شهرا هى مجموع العام و يمتاز كل واحد عن الآخر باسمه و خاصته فيتعين به الوقت للحج و الصيام و وقت الحرث و الآجال و غير ذلك و لم يجابوا بالسبب الذى هو أن القمر جرم أسود مظلم و نوره مستفاد من نور الشمس فإذا سامت القمر الشمس لم يظهر فيه شى‌ء من نورها لحيلولة الأرض بينهما فإذا انحرف القمر عن الشمس قابله شى‌ء منها فيبدو فيه نورها و لذا يرى دقيقا منعطفا كالقوس ثم كلما ازداد البعد من المسامتة ازدادت المقابلة فيعظم النور ثم إذا أخذ القمر فى القرب من الشمس فى سيره‌

نام کتاب : حاشية الدسوقي على مختصر المعاني نویسنده : دسوقي، محمد    جلد : 1  صفحه : 741
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست